لم يترك نظام الحمدين الحاكم في قطر أية فرصة دون أن يستغلها للتوغل داخل قارة إفريقيا، في محاولة للتجسس والسيطرة عليها، ونشر الفتنة والتطرف داخل حدود الجيران، فقد أعلن جهاز قطر للاستثمار ضخ مبلغ 200 مليون دولار، من خلال إصدار أسهم أساسية في شركة إيرتل إفريقيا المحدودة، وهي إحدى وحدات شركة بهارتي إيرتل المحدودة. نوهت وكالة بلومبيرغ الامريكية إلى أن الصفقة لن تنطوي على أي بيع للأسهم من قبل المساهمين الحاليين، حيث يستند القرار من قبل جهاز قطر للاستثمار إلى مواصلة الاستثمار الأخير الذي بلغ 1.25 مليار دولار من قبل ستة مستثمرين عالميين من بينهم “واربورغ بينكوس” و “تيماسيك” و”سنجتل” و”سوفت بانك جروب انترناشيونال”. ولعل الصفقة تؤكد على قطر تستغل الاستثمار، كستار لفرض نفسها على الساحة الإفريقية بكافة الأساليب الملتوية، حيث تستغل الأحداث الجارية بالبلدان الإفريقية لنشر الإرهاب والفوضى، من أجل تدعيم عدم الاستقرار بها، ما يهيئ طريقها للسيطرة على وجهات النظر وسياسات هذه الدول. وقد تسهل الصفقة التي يبرمها تنظيم الحمدين مع إيرتل إفريقيا المحدودة، في استغلال ذلك للتجسس وجمع المعلومات عن أسرار الدول الإفريقية التي تعمل بها الشركة. وكان صندوق قطر السيادي قد باع 5% من حصته في شركة بهاراتي إيرتل الهندية عام 2017، من خلال شركة “ثري بيلارز بي تي إي” المحدودة المملوكة للصندوق، والتي استثمرت في مايو 2013 مبلغ 68 مليار روبية (1.34 مليار دولار)، لتعزيز هيكل رأس المال وزيادة معدلات الاستثمار. لكن حكومة الدوحة، عادت لتضخ 200 مليون دولار في استثمارات الشركة الهندية داخل إفريقيا، ما يؤكد وجود سياسات مريبة وتعتبر شركة بهارتي إيرتل شركة عالمية للاتصالات تعمل في 16 دولة في جميع أنحاء آسيا وإفريقيا، حيث يقع مقر الشركة في نيودلهي، الهند، وتحتل مكانة بين أكبر 3 مزودي خدمة متنقلة عالميًا من حيث المشتركين. وتشمل عروض منتجات الشركة خدمات الجيل الثاني والجيل الثالث اللاسلكية، والتجارة المتنقلة، وخدمات الخطوط الثابتة، والنطاق العريض المنزلي بسرعة عالية، وخدمات DTH، بما في ذلك خدمات المسافات الطويلة الوطنية والدولية للشركات الناقلة، في بقية المناطق الجغرافية، حيث كان لدى “بهارتي إيرتل” أكثر من 444 مليون عميل خلال عملياتها في نهاية سبتمبر 2018. وفي عام 2018، فجرت شبكة بلومبرج فضيحة جديدة لنظام الحمدين، بعد أن كشفت عن تورط النظام القطري في حملات قرصنة وسطو إلكتروني ضد مئات الأشخاص، من بينهم ساسة ورجال أعمال مناوئون لها في الولاياتالمتحدة، وكذلك مشاهير عرب. وفي تأكيد على الطبيعة التجسسية للهجمات الإلكترونية التي شنها العملاء القطريون، قالت بلومبرج، إنه في الوقت الذي يهتم فيه القراصنة الإلكترونيون عادة بالتعرف على تفاصيل الحسابات المصرفية، ولكن في هذه الحالة، بدت العملية كلها مصممة للحصول على معلوماتٍ سياسية استخباراتية تهتم بها الحكومة القطرية، مشددة على أن نطاق العملية وأهدافها يوحيان بأنها جرت على يد دولة. كما كشفت صحيفة “ديلي كولر” الأمريكية عن قيام قطر بحملة قرصنة واسعة النطاق استهدفت عدة صحفيين؛ بسبب انتقاداتهم الحادة للدوحة وجماعة الإخوان الإرهابية، حيث قال أحد الصحفيين إنه تعرض لعمليات تخويف وابتزاز وتهديد باغتصاب أفراد عائلته بسبب انتقاداته للدوحة والجماعة الإرهابية.