بدأت الاستعدادات مبكرا لتنظيم الدورة الثالثة لمبادرة مستقبل الاستثمار، لاستشراف الفرص واضافة رصيد جديد من المشاريع والصفقات الاستثمارية بعد النجاح الكبير لنتائج وحصاد النسخة الثانية التي انعقدت في اكتوبر الماضي برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز – حفظه الله – وأطلقها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ، وأثمرت 25 اتفاقية تفوق استثماراتها 55 مليار دولار. فقد أعلن صندوق الاستثمارات العامة عبر حسابه الرسمي، عن موعد انعقاد مبادرة مستقبل الاستثمار لعام 2019 ، خلال الفترة من 22-24 أكتوبر القادم في الرياض ، وتهدف إلى مواصلة استكشاف الاتجاهات والفرص والتحديات، التي تشكل مستقبل الاستثمار العالمي. تشهد مبادرة مستقبل الاستثمار (دافوس الصحراء) حضورًا مكثفًا من جانب المستثمرين، والشركات الأجنبية ، حيث تجمع نخبة من أبرز الشخصيات والرواد من أصحاب القرار ورجال الأعمال والمستثمرين والمبتكرين وغيرهم ممن يسهمون في رسم آفاق مستقبل الاستثمار العالمي، وإلى جانب توقيع الصفقات الاستثمارية تشهد جلسات المبادرة مناقشات جادة تركّز على محاور رئيسية بشأن الاستثمار وتحولات الاقتصاد العالمي، والتقنية كمصدر للفرص ، وتطوير القدرات البشرية وبناء عالم يتعاون لتحسين نوعية الحياة وزيادة معدلات الأمان والإنتاجية . فالمبادرة تمثل منصة أساسية لتشجيع التواصل العالمي بين المستثمرين والمبتكرين والحكومات، إضافة إلى قادة القطاعات الاقتصادية، حيث حققت المبادرة العام الماضي نجاحاً كبيراً وذلك بمشاركة أكثر من 3800 مشارك من 90 دولة، وتناولت العديد من الموضوعات حول مستقبل الاقتصاد العالمي، واتجاهات الاستثمار في قطاعات الطاقة والبنية التحتية إضافة إلى الذكاء الاصطناعي والروبوتات والقطاعات النامية الجديدة. ويتابع صندوق الاستثمارات العامة، مسيرته ليصبح واحداً من أهم صناديق الثروة السيادية في العالم وأكثرها تأثيراً، وبناء شراكات استراتيجية قوية في ظل ما يشهده اقتصاد المملكة من تنوع وتقدم مستمر ،بما يعكس قوة ومتانة المملكة وتأثيرها الاقتصادي إقليميًا وعالميًا. ويؤكد النتائج الإيجابية للتدابير الإصلاحية التي بذلتها حكومة المملكة، والجهود الجبارة التي بُذلت ليصل الاقتصاد السعودي إلى وضع مريح مقارنة بباقي الاقتصادات العالمية، وهو ما أكده سمو ولي العهد –حفظه الله- خلال حديثه في مبادرة مستقبل الاستثمار أن المملكة اتخذت خطوات كبيرة جدًا في تطوير الاقتصاد السعودي، وتنميته خلال الثلاث السنوات الماضية، وفي حوكمة وإعادة هيكلة الكثير من القطاعات" . بلغة الأرقام وبحسب معالي وزير المالية معالي الأستاذ محمد الجدعان ، حققت الإيرادات غير النفطية حتى نهاية الربع الثالث نموًا بنسبة (48%) مقارنةً بالفترة المماثلة من العام الماضي ، وأسهم ذلك بشكل فعّال في دعم النمو الاقتصادي،من خلال استثمارات القطاع الخاص ورفع نسبة ثقتها في النظم المالية للحكومة ، فالأرقام المعلنة أظهرت حجم النمو في الناتج المحلي الحقيقي للمملكة، وهو ما عكسته التقارير المحلية والدولية، وأكده صندوق النقد الدولي الصادر في شهر أكتوبر الحالي، حيث راجع الصندوق توقعاته بارتفاع معدلات نمو اقتصاد المملكة، بالإضافة إلى تصنيف وكالة "موديز" الائتماني الأخير،الذي أشار إلى الثقة بالاقتصاد السعودي عند A1 مع نظرة مستقبلية مستقرة، مع رفع التوقعات لحجم نمو إجمالي الناتج المحلي السعودي لعامي 2018 – 2019م. في واحدة من المؤشرات الهامة لمستقبل الاستثمار في المملكة ، حجم وتسارع بناء منطقة خليج نيوم ، وبصورة أفضل من المتوقع، لتشكل أول منطقة سكانية في منطقة "نيوم"، وقد تم تشغيل أول مطار بها، والعمل على تسيير رحلات أسبوعية لتسهيل حركة التنقل منها وإليها وذلك ضمن مخطط عام لإنشاء شبكة مطارات في "نيوم" أحدها سيكون مطاراً دولياً على طراز عالمي. لقد رسم سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان عبر منصة مبادرة مستقبل الاستثمار ، معالم اقتصادية طموحة ليس فقط بالنسبة للمملكة ، بل للشرق الأوسط ، عندما أكد سموه أن لديه إيمانًا عميقًا بأن هذه المنطقة على موعد مع التنمية الشاملة والتقدم والازدهار في القريب العاجل، مؤكدًا أنها ستكون أوروبا الجديدة بما تملكه من اقتصادات قوية وناشئة ، مشيرا سموه في ذلك إلى ما حققته المملكة العربية السعودية خلال السنوات الثلاث الماضية، وقدرتها على مضاعفة الناتج القومي غير النفطي لثلاث مرات، وميزانية قياسية تتجاوز التريليون ريال العام المقبل، على أن تتضاعف في عام 2030، إضافة إلى مضاعفة حجم صندوق الاستثمارات العامة من 150 إلى أكثر من تريليونَيْ دولار بحلول 2030؛ ليكون داعمًا قويًّا لخطط وبرامج رؤية المملكة. هكذا تتجسد الأحلام على أرض الواقع عبر خطط محكمة وإرادة قوية للقيادة الرشيدة التي تضع شعبها في صدارة الاهتمام ، ونعيد هنا التذكير بما قاله ولي العهد رئيس مجلس إدارة صندوق الاستثمارات العامة خلال حضوره جلسات فعاليات مبادرة مستقبل الاستثمار ((أن الشعب السعودي، الذي يملك الكثير من المبادئ، والقيم العظيمة، وراء تطور المملكة وتقدمها، وذلك في وقوفه إلى جانب قيادته، لتتشكل إرادة سياسية من القيادة، وإرادة شعبية، ترمي لتطور الدولة في شتى المجالات)) وأن 70 % هم الشباب في المجتمع السعودي، سيحققون الحلم إلى جانب قيادتهم، التي تحلم آلاف الأحلام.