تمر جماهير نادي ليفربول بحالة من القلق بعد أن أظهرت تقارير شركة الكوب القابضة بأن ديون انجح أندية إنجلترا تضاعفت لتصل إلى 6ر42 مليون جنيه استرليني في عام 2008. وقد أدى كل هذا لارتفاع ديون ليفربول بقيمة 77 مليون جنيه لتصل إلى 359 مليون جنيه استرليني. وقد أكدت التقارير بأن على مالكي النادي، الاميركيان توم هيكس وجورج جيليت، إيجاد جهة تعيد تمويل هذه الديون مع البنك الملكي باسكتلندا قبل بدأ استحقاق سدادها في تاريخ الرابع والعشرين من تموز/يوليو. هذا التقارير سببت مزيدا من النقض لكل من هيكس وجيليت واتهامهما بتدمير المستقبل المالي لليفربول ووضعه في موقف صعب. أشد الانتقادات أتت من قبل مجموعة "روح شانكلي" التي تأسست عام 2008 كاحتجاج على تملك رجلي الأعمال الاميركيين للنادي، حيث اتهمتهما المجموعة بأنهما يسيران بليفربول إلى الهاوية، كما طالبت برحيلهما مباشرة قبل أن يجد النادي نفسه في أزمة مالية لا تحمد عقباها. من ناحيتهما، رفض الاميركيان ما قالته شركة كوب القابضة، حيث وصفا هذا التقرير المالي بأنه مجرد كلام محاسبين ليس إلا، وأكدت مصادر مقربة من هيكس وجيليت بأنهما سيستمرا في دعم النادي، مؤكدين بأن ديون ليفربول أقل بمراحل من ديون منافسيهم الثلاث على قمة البطولة الإنكليزية، مانشستر يونايتد، تشيلسي، وآرسنال. ورغم كل التطمينات التي يحاول مالكي النادي تقديمها، إلا أن محبي الفريق الأحمر باتوا يخشون أن تؤدي هذه الضغوط المالية إلى إجبار النادي على بيع أبرز نجومه لتسديد هذه الديون. الأمور ازدادت سوءاً مع انتشار اشاعات حول رغبة كبرى الأندية الأوروبية في استغلال ظروف النادي المالية لاقتناص نجمي خط وسط الفريق، تشابي ألونسو وخافيير ماسكيرانو. ورغم تأكيد مدرب ليفربول رافاييل بينيتز على أن ايا منهما لن يترك الفريق، إلا أن الجميع يذكر بأن الإسباني كان على وشك بيع مواطنه ألونسو إلى يوفنتوس العام الماضي، وذلك ضمن سعيه لضم لاعب وسط منتخب إنكلترا وأستون فيلا سابقا غاريث باري. إلا أن انتقال الأخير إلى مانشستر سيتي سوف يزيد من اصرار بينيتز على الاحتفاظ بنجمه، خاصة مع إبدأ العديد من الأندية رغبة في ضمه كريال مدريد، يوفنتوس، آرسنال، ومانشستر سيتي. أما قائد المنتخب الأرجنتيني، خافيير ماسكيرانو، فإن أخر التقارير الصادرة ربطته بالانضمام إلى حامل لقب دوري الأبطال برشلونة مقابل مبلغ يناهز العشرين مليون جنيه استرليني. ماسيكرانو أكد من ناحيته في أكثر من مرة بأنه سعيد باللعب مع ليفربول وبأنه لا يرغب بالرحيل عنه، إلا أن الأزمة المالية الحالية للفريق قد تحول دون ذلك. النادي الأحمر سارع من ناحيته إلى نفي كل هذه الإشاعات عبر التأكيد لمحبي الفريق بأن ليفربول يعد ثاني أكبر قوة شرائية في السوق الإنكليزية بعد تشيلسي، حيث يملك النادي ما يفوق العشرين مليون جنيه استرليني لأنفاقها على ضم وجوه جديدة، إضافة لما قد يحصل عليه ليفربول كعائدات من بيع بعض اللاعبين الذين لا يرغب بينيتيز في استمرارهم مع الفريق. المدرب الإسباني سيحرص على استثمار الأموال الممنوحة له بشكل سليم في محاولة منه لإعادة لقب الدوري إلى ملعب أنفيلد بعد جفاء مع البطولة المفضلة للنادي يعود لتسعة عشر عاما. كما أن بينيتز يريد أن يثبت للجميع صواب اختياراته بعد أن بات الأمر الناهي في مسألة الانتقالات إثر نجاحه في إبعاد المدير التنفيذي ومسؤول تعاقدات الفريق ريك باري. ورغم أن ديون المالكين الأميركيين قد تفاقمت، إلا أن النادي نجح من ناحيته بأن يحقق هذا الموسم ارباحا وصلت قيمتها إلى 2ر10 مليون جنيه استرليني بعد العروض الرائعة والنتائج الإيجابية التي حققها الريدز، والتي أسهمت باحتلاله مركز الوصيف، وبفارق أربع نقاط فقط عن منافسه الأزلي وبطل الدوري مانشستر يونايتد. وقد أسهم كل هذا في جعل الخبراء يؤكدون بأن هذا التطور والأرباح سيجعلان هيكس وجيليت يحرصان على الاستثمار أكثر في النادي لأن هذا سيؤدي بدوره إلى عائدات وأرباح أكثر تساعد الرجلين على سداد ديونهم والتقدم أكثر بالنادي. الجدير ذكره أن هيكس وجيليت تملكا نادي ليفربول في شباط/فبراير من عام 2007 بعد أن توصلا لإتفاق مع مجلس إدارة النادي لشرائه مقابل ما يقرب من 435 مليون جنيه استرليني، خُصص 220 مليونا منها لشراء حصص أصحاب الأسهم في النادي، إضافة لتقديم 215 مليون جنيه لبناء ملعب جديد للفريق قرب حديقة "ستانلي بارك".