نجح أعضاء منظمة أوبك، والمنتجون من خارجها، في حسم الاتفاق التاريخي بخفض الإنتاج؛ لضمان المصالح العادلة وتوازن السوق البرولية للدول المنتجة والمستهلكة على السواء، وعلى الفور قفزت أسعار النفط 5 % بعد الاتفاق، وسجل مزيج "برنت" ارتفاعا قدر ب 3.26 دولار أمريكي، ليصل إلى 63.32 للبرميل؛ إذ سجل في التعاملات المبكرة، انخفاضا وصل فيه السعر إلى أقل من 60 دولارا. ورحب وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك، بالتعاون بين منظمة "أوبك" والدول المنتجة، بناء على اتفاقية سابقة وقعت في فيينا. وقال في ختام الاجتماع: "نحتاج هذا التعاون والتنسيق اليوم بسبب التذبذب الذي تشهده سوق النفط". وأعلنت منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك"، في وقت سابق، استعدادها خفض إنتاج النفط بنحو 800 ألف برميل يوميا، مقترحة على الدول الموقعة على اتفاقية "أوبك+" خفض الإنتاج بواقع 400 ألف برميل يوميا. وكانت مصادر في أوبك قد أعلنت عن اتفاق بين المنظمة والمستقلين، لخفض الإنتاج بحوالي 1.2 مليون برميل يوميا. وأوضح المصدر لرويترز ، أن المنظمة ستخفض الإنتاج نحو 800 ألف برميل يوميا ، فيما ستطلب من المنتجين غير الأعضاء المساهمة أيضا في التخفيضات بمقدار 400 ألف برميل، ليصل حجم التخفيض الكلي إلى 1.2 مليون برميل يوميا.وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت منتصف تعاملات الجمعة، بعد أن بدا مرجحا أن تساهم روسيا بخفض أكبر للإنتاج في اتفاق بين أوبك والمنتجين المستقلين. وبحثت المنظمة بقيادة المملكة العربية السعودية، وحلفائها من كبار المنتجين المستقلين بقيادة روسيا، عودة الاستقرار لأسواق النفط، بعد الهزة التي تعرض لها الخام منذ مطلع أكتوبر الأول الماضي. وتوقعت "أوبك" أن يصل حجم الاستهلاك العالمي من النفط إلى نحو 100 مليون برميل يوميا قبل نهاية 2019، ارتفاعا من 99 مليون برميل يوميا خلال الربع الثاني من العام الجاري. ووصل إنتاج الولاياتالمتحدة خلال شهر نوفمبر إلى مستوى قياسي، حيث سجل نحو 11.7 مليون برميل يوميا، وبلغ إنتاج روسيا نحو 11.4 مليون برميل يوميا. وأظهرت بيانات رسمية صينية، أن واردات بكين من النفط الخام ارتفعت لأعلى مستوى لها على الإطلاق على أساس يومي في أكتوبر الماضي، بدعم من طلب قياسي من شركات التكرير الخاصة وهوامش ربح قوية. وكشفت بيانات الإدارة العامة للجمارك، أن الواردات في أكتوبر ارتفعت 32% عنها قبل عام إلى 40.80 مليون طن بما يعادل 9.61 مليون برميل يوميا مقارنة ب9.05 مليون برميل يوميا في سبتمبر. فيما زادت واردات الهند من النفط في أكتوبر الماضي 17% على أساس شهري. وكانت أسعار النفط قد شهدت تعافيا نسبيا الخميس، مع إنهاء منظمة (أوبك) أولى اجتماعاتها في مقرها بفيينا، دون الإعلان عن قرار بخفض الإمدادات؛ انتظارا لحسم روسيا موقفها بشأن حجم تخفيضات إنتاجها. وحرصت أوبك على مشاركة روسيا في التخفيضات؛ حيث عاد وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك إلى فيينا الجمعة، بعد بحث اتفاق أوبك مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وقال نوفاك: إن روسيا ستسعى إلى التوصل لاتفاق مع أوبك والدول غير الأعضاء في المنظمة. وقال مصدر بوزارة الطاقة الروسية: إن موسكو أبدت استعدادا للمساهمة بخفض قدره نحو 200 ألف برميل يوميا ارتفاعا من مستوى 150 ألف برميل يوميا الذي طُرح في البداية. ويصب انخفاض أسعار النفط في مصلحة الدول المستوردة للخام، خاصة الصين التي تستورد نحو 60% من طلبها النفطي، والهند التي وصل حجم استيرادها من النفط الخام خلال شهر أكتوبر الماضي نحو 5 ملايين برميل يوميا، وهو مستوى قياسي للواردات الهندية من النفط منذ 7 سنوات. وحسب ما نقلته وكالة بلومبيرج عن تقديرات محللين اقتصاديين، فإن كل تراجع ب10 دولارات في سعر برميل النفط، يعني تعزيز الدخول ب0.5% إلى 0.7% من الناتج المحلي الإجمالي في الدول الناشئة الكبرى المستوردة للنفط. كما أن تراجع أسعار النفط من وجهة نظر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يعادل خفضا ضريبيا، إلا أن هبوط أسعار برنت بضغط على أسعار الخام الأمريكي غرب تكساس إلى الهبوط أيضا، وهو ما يؤدي إلى تقليص النتائج الاقتصادية الإيجابية على مستوى الصناعة، ويقلل من مكاسب شركات النفط الصخري فتضطر الى وقف أو تخفيض إنتاجها.