أعربت لجنة المندوبين الدائمين للدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي عن إدانتها الشديدة ورفضها القاطع للقانون العنصري الإسرائيلي المسمى ب"قانون أساس.. إسرائيل الدولة القومية للشعب اليهودي"، الذي يهدف إلى إلغاء الحقوق التاريخية والسياسية والقانونية والدينية والثقافية للشعب الفلسطيني، بما في ذلك حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم وتعويضهم، وحق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير. وحذرت من خطورة هذا القانون العنصري الذي يحاول تشريع التمييز العنصري على أساس الدين اليهودي، وتكريس الفكر الاستيطاني الاستعماري الإسرائيلي غير القانوني بوصفه "قيمة قومية عليا"، ويهدف إلى إلغاء الهوية واللغة العربية للمواطنين الفلسطينيين عموماً، وإنكار وجود الشعب الفلسطيني، وهويته، وتاريخه، وحقوقه المشروعة، وتبرير استمرار أعمال التطهير العرقي بحق الشعب الفلسطيني. جاء ذلك في البيان الختامي الذي أصدرته لجنة المندوبين في اجتماعها الذي عقد أمس بمقر الأمانة العامة في جدة. وأكدت المملكة العربية السعودية أن ما يسمى (قانون أساس: إسرائيل الدولة القومية للشعب اليهودي)، يُعد مشروع حرب إبادة جديدة ضد الفلسطينيين وتحدياً صارخاً لإرادة المجتمع الدولي وقوانينه وقراراته الشرعية ووصفته بأنه "قانون عنصري باطل ولا شرعية له ، وبأنه يمثل امتداداً للإرث الاستعماري لسلطة الاحتلال الإسرائيلي. جاء ذلك في كلمة المملكة التي ألقاها مندوب المملكة الدائم لدى منظمة التعاون الإسلامي السفير الدكتور زهير الإدريسي خلال الاجتماع. من جهة أخرى أقامت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي حفلاً بمناسبة يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني الذي يوافق 29 نوفمبر من كل عام حضره المندوبون الدائمون لدى المنظمة وأعضاء من السلك الدبلوماسي وأفراد من الجالية الفلسطينية في جدة. وفي كلمة معالي الأمين العام للمنظمة الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين التي ألقاها بالإنابة السفير سمير بكر ذياب الأمين العام المساعد لشؤون فلسطينوالقدس بالمنظمة أعرب فيها عن الإجلال والتقدير للشعب الفلسطيني الذي استطاع بعطائه غير المحدود وإيمانه بعدالة قضيته ، أن يبقى صامداً على أرضه ، مدافعاً عن حقوقه ، محققاً مزيداً من المكتسبات الوطنية ، والتأييد والتضامن الدوليين مع قضيته العادلة. من جانبه توجه القنصل الفلسطيني العام لدى جدة السفير محمود الأسدي ونيابة عن فخامة الرئيس الفلسطيني محمود عباس ، بالشكر للمملكة العربية السعودية على دعوتها لعقد اجتماع بشأن فلسطين في الأمانة العامة على مستوى المندوبين الدائمين ، لبحث قانون الدولة اليهودية للشعب اليهودي ، الذي التأم في اليوم نفسه. وقال السفير الأسدي :" لابد أن نتذكر أن المنظمة تمثل الصوت الجماعي لأكثر من مليار ونصف المليار مسلم ويتضمن ميثاقها عدة مواد من أهمها تنسيق العمل من أجل المحافظة على سلامة الأماكن المقدسة وتحريرها ، ودعم كفاح الشعب الفلسطيني ومساندته لاسترداد حقوقه واستعادته لأرضه". وأضاف الأسدي أن القضية الفلسطينية تتعرض لهجمة شرسة ، وتحت هذه الظروف الصعبة فالفلسطينيون في أمس الحاجة إلى تفعيل أدوات مقاومة حقيقية والتزود بسلاح التضامن العربي والإسلامي لمواجهة تلك الأخطار والتحديات المتزايدة التي باتت تهدد القدس العربية خاصة بعد إعلان الإدارة الأمريكية الاعترافَ بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارتها إليها. وأوضح المندوب الفلسطيني الدائم لدى المنظمة السفير ماهر كركي ، أن عقد اجتماع المندوبين حول قانون القومية اليهودية ، يؤكد أن القضية الفلسطينيةوالقدس الشريف على صدارة أولويات المنظمة ، مشيرًا إلى أمثلة من الانتهاكات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني مذكرًا بها في هذه المناسبة ، التي يأتي أبرزها محاولات تهويد القدس الشريف ، وتوسيع المستوطنات والاعتداء على المدنيين الفلسطينيين ، وحصار قطاع غزة والتطهير العرقي ، إلى أن كل ذلك يعد استهدافا إستراتيجيا لحقوق الشعب الفلسطيني.