أحدنا قطعا كان هو البادئ .ولكننا نذهب أحيانا إلى ما وراء الغيب دون أن يكون بين أيدينا تلك الانطباعات الهوجاء .كنا نركز أبصارنا في توافق وتعامد مستمر .أتطلع أنا إلى الأمام وهي تسند جبهتها على خدي وتنظر إلى طرف شفتي القاسية .رائحتها الغافية كانت تفيق مع نسمات الهواء البطيئة لتصل إلى انفي باردة .كانت جبهتا تنبض بالحياة فتعيد ترتيب انفعالاتي . لم نستمر طويلا في وقوفنا هذا بل تحركنا نحو الطريق مخفين تمزقنا من هذا القرب .واصلنا المشي إلى أن اختفت معالم الطريق وأصبح من الصعب التحديد هل نحن نتقدم أم أننا نتحرك في نفس المكان .