الملك سلمان بن عبدالعزيز, هو الابن الخامس والعشرون للملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود رحمه الله. حفظ القران الكريم وهو ابن العاشرة, وكان مرافقا لوالده ومستشارا لملوك المملكة ومرافقا لهم في اجتماعاتهم المحلية والدولية, فأستحق أن يكون رئيسا لمجلس الأسرة الحاكمة وأمين سرها. إن خبراته الإدارية, السياسية, العسكرية المتراكمة أهلته أيده الله وهو في سن الخامسة والعشرين بأن يتولى زمام “الرياض”. وعلى مدى خمسين عاما سخر جل وقته لخدمة المواطنين والاستماع لمطالبهم وتحولت الرياض من مدينة صغيرة لا يتجاوز عدد سكانها مائتي ألف نسمة إلى مدينة كبيرة عالمية جذابة تجاوز عدد سكانها الخمسة ملايين نسمة, وتحولت خلال أعوام قليلة إلى مدينة من أرقى دول العالم في الثقافة والتنمية والتطور الحضاري والرفاهية, ويعود الفضل في ذلك إلى حنكته وكفاءته الإدارية حفظه الله. وتم تعيينه وزيرا للدفاع بعد وفاة شقيقه الأمير سلطان بن عبدالعزيز رحمه الله, وفي أقل من عام تولى بالإضافة إلى عمله ولاية العهد خلفا لأخيه الراحل الأمير نايف بن عبدالعزيز رحمه الله. وخلال هذه الفترة قام بالعديد من الزيارات العالمية لترسيخ العلاقات السياسية, الاقتصادية مع دول العالم لخلق بعد استراتيجي. وفي الثالث من ربيع الثاني لعام 1436ه بويع أيده الله ملكا خلفا لأخيه الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله. ومنذ توليه مقاليد الحكم حرص حفظه الله على رقي المملكة وتقدمها, وقاد البلاد تحت شعار “حزم و بناء”, وقاد أكبر حملة إصلاحية لمحاربة الفساد في تاريخ المملكة, ودفع بجيل الشباب المسلحين بالعلم والمعرفة والخبرة الإدارية لمناصب قيادية مرموقة في الدولة. وكان الأمير الشاب محمد بن سلمان مثلا لهذا التوجه, حيث عين وليا لولي العهد ومن ثم تعيينه وليا للعهد, وكأنها رسالة بأننا يجب أن نثق بقدرات شبابنا وتمكينهم بكل الأدوات اللازمة ليبدعوا وليواكبوا تطورات العصر. ومن مواقف الحزم و العزم وقوفه وتصديه حفظه الله للتقدم الإيراني في المنطقة التي تقوم بدعم الميلشيات الحوثية ومحاولة الانقلاب ضد الشرعية في اليمن. و تم تكوين تحالف إسلامي عربي تحت لواء المملكة, بصفتها راعية للسلام والإسلام للتصدي لهذا الزحف المقنن العقائدي الإرهابي, وتم إفشال كل المحاولات الإرهابية للانقلاب على الشرعية و استبداد الأمن في اليمن الشقيق. وبالرغم من أن المملكة من أكبر الدول تصديرا و استحواذا للنفط, إلا أن نظرة الملك سلمان الثاقبة الحكيمة وولي عهده الأمين, أدت إلى التفكير في تحسين مستوى الناتج المحلي بالاعتماد على اقتصاديات المعرفة والتقنيات الحديثة والاستثمار الأمثل للسياحة كون المملكة بوابة ومركزا لربط القارات الثلاث, وتم التركيز على دعم المنشآت الصغيرة والمتوسطة وتقليل الاعتماد على النفط, وقد تبلور هذا التوجه بإطلاق رؤية المملكة 2030. وكان مشروع إنتاج الطاقة الشمسية و التقنية المستدامة من أهم المشاريع التي تتوافق وتوجهات الرؤية, وسيكون المشروع الأكبر عالميا حيث تقدر تكلفته بمقدار 200 مليار دولار. وكان المواطن والقطاع الخاص على رأس الأولويات التي وجه بها حفظه الله لهدف التنويع والتنمية المستدامة. ولم تكن المرأة بمعزل عن هذا التطور والازدهار, بل شدد حفظه الله على أهمية تمكين المرأة, فبرز دورها في مجال الأعمال وتولت المناصب الإدارية المرموقة, وكان من أبرز صور التمكين السماح لهن بقيادة السيارات. وكان إطلاق برنامج التوازن المالي 2020 من التوجهات المالية الحكيمة, ويهدف إلى الاستدامة المالية العامة وتحقيق ميزانية متوازنة, مما أدى للإعلان عن أكبر موازنة في تاريخ المملكة لعام 2018 بزيادة 10% عن تقديرات 2017, وازدهر الاقتصاد السعودي لنفس العام بعد الركود الاقتصادي لعام 2017 وسجلت معدلات نمو في الناتج المحلي بمقدار 1.9 % ومن المتوقع أن يصل إلى 2.7% في عام 2019, وهناك طموح للوصول إلى توازن في الميزانية وسد العجز ليصبح صفرا في نهاية عام 2020. وقد عرف حفظه الله بجهوده الخيرية لخدمة المسلمين, فكانت تكملة مشروع توسعة الحرمين الشريفين من الأولويات التي اهتم بها, كما تأسست في عهده العديد من المؤسسات الخيرية التي تخدم المسلمين في كل مكان ومنها مركز الملك سلمان للإغاثة وغيرها من الجمعيات الخيرية. Dr_AlNemerH