وصفت الصحافية الايرانية الاميركية روكسانا صابري للاذاعة الاميركية العامة "الغضوط الجسدية والنفسية" التي تعرضت لها خلال احتجازها طيلة مئة يوم في سجن ايوين قرب طهران. وقالت صابري (32 عاما) الخميس في اول مقابلة اجريت معها منذ اطلاق سراحها في مطلع الشهر "كنت اخضع لضغط جسدي ونفسي كثيف لكنني لم اتعرض لتعذيب جسدي". واضافت "حتى اليوم لا اعرف لماذا اوقفوني. السبب ليس شرائي مشروبات كحولية ولا كتابة تحقيق بدون اعتماد". وكانت روكسانا صابري اعتقلت في 31 يناير وافرج عنها من سجن ايوين في طهران في 11 مايو بعدما خفضت محكمة استئناف الحكم الصادر بحقها لادانتها بالتجسس الى السجن سنتين مع وقف التنفيذ. وقد وصلت الجمعة الماضي الى الولاياتالمتحدة بعدما امضت اسبوعا في النمسا مع والديها وشقيقها. وروت الصحافية كيف اعتقلت في يناير من قبل "اربعة رجال من وزارة الاستخبارات" صادروا اجهزة الكومبيوتر العائدة لها ووثائق تخصها قبل اقتيادها الى السجن. وقالت روكسانا صابري التي لم يسمح لها بالاتصال بوالدها الا بعد 11 يوما من توقيفها "عندما ادركت ان احدا لا يعرف اين انا شعرت بالخوف". واضافت "خضعت للاستجواب في الايام الاولى من الصباح حتى المساء وعيني معصوبتين ووجهي الى الحائط"، موضحة انها تعرضت للتهديد "بتمضية ما بين عشرة الى عشرين عاما في السجن او اكثر، او حتى بتصفيتها". واضافت صابري "ثم اودعت في الانفراد طيلة ايام". وروكسانا صابري التي تحمل الجنسية الاميركية، ولدت ونشأت في الولاياتالمتحدة، وتحمل ايضا الجنسية الايرانية من والدها. وكانت تعمل منذ 2003 مع عدة وسائل اعلام من طهران حتى سحب بطاقتها الصحافية في 2006. وتعرف الغرب على سجن ايوين في ضاحية طهران حيث يقبع عدد كبير من السجناء السياسيين، في اعقاب موت الصحافية الايرانية الكندية زهرة كاظمي (54 عاما) التي تعرضت للضرب المبرح بعدما التقطت صورا لتظاهرة خارج السجن. وكانت كاظمي (54 عاما) اوقفت اواخر يونيو 2003 بينما كانت تلتقط صورا امام سجن ايوين في طهران، وتعرضت للضرب المبرح خلال توقيفها وتوفيت في العاشر من يوليو 2003. واعلنت روكسانا صابري انها اقتيدت الى سجن ايوين لانها رفضت "الادلاء باعلان مزور" تتهم فيه نفسها بالتجسس. واوضحت "قلت لنفسي انه اذا حصل لي امر ما، فان عائلتي لا تعرف اين انا وربما لن يعرفوا ابدا لذلك ادليت بهذه الافادة وقلت: +نعم، انا جاسوسة اميركية". وبعد اسابيع من السجن الانفرادي، وضعت في زنزانة مع "سجينات سياسيات اخريات"، كما قالت، قبل ان تصف شريكاتها في الزنزانة بانهن "اكثر النساء اللواتي التقيتهن تحببا". وردا على سؤال حول احتمال العودة الى ايران، اجابت انها "تعلمت كيف تحب هذا البلد" بعد تمضية ستة اعوام في ربوعه. وقالت الصحافية "لقد تحلى معظم الناس بالضيافة واللطف والنبل حيالي"، مضيفة "آمل العودة الى هذا البلد يوما".