يأتي اهتمام الدولة ببناء الإنسان السعودي، كأول الأهداف التي حرصت عليها، حكومة خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه، وبتلك الجهود الحثيثة لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، وفق رؤية المملكة 2030، ولا شك أنها مؤشرات تُبشِّر بالخير، لرفاهية المواطن السعودي، اهتماما من قبل القيادة السعودية، لكافة مواطنيها بشتى الجوانب الحياتية، وليس ذلك إلاَّ من واقع المعايشة اليومية، والتي لا تحتاج لتداولها بين وسائل الاعلام، لسبب يُعد رئيسياً لقناعة هذه الشريحة الكبيرة من المواطنين، رجالا ونساء كبارا وصغاراً، بمنهج قيادتها، فلكل من هذه الفئات، جهوداً تُبذل وأفكار تطرح ومشاريع تُنفذ. اتخذت طابع الشمولية، كسحابة غيث ممطرة على بساط الأرض، يحظى بها مواطنو القُرى كما يعيشها سكان المدن، لا فرق بين أفراد المجتمع السعودي، في شمال الشمال حيث الدفء وإبداع المعرفة، أو في جنوب الوطن والمواقف البطولية، لرجالنا بالخطوط الأمامية، دفاعا عن حدود الوطن، وكذا الحال لشرق البلاد وغربها لتأكيد لحمة الانتماء، والالتفاف حول صُنَّاع القرار في المملكة، وهي من الثوابت التي عاشها الأجداد، واستمر على نهجها الآباء، ليتوارثها الأبناء جيلا بعد آخر، وهي سمة التَّلاحم بين القيادة وشعبها، فالشعب السعودي يجدد عهده وولاءه بقيادته، لأنه يُدرك هدف الانتماء، ويتأمل ما تُنْبِئ به الأيام وأحداث الزمان، بذكاء الفطرة، والثقة بالله أولا، ثم بالقيادة السعودية، منذ فجر التوحيد، لعهد المؤسس الملك عبدالعزيز. فالقيادة السعودية جديرة برؤيتها السياسية الثاقبة، وتجارب التنمية المستدامة شواهد للجميع، تجاوزت رخاء المواطن، لينعم بأمنها وأمانها ورغد العيش، كل مقيم على أرض المملكة، طال به المقام أو قَصُرْ ولا يتجاهلها إلاَّ ناكراً للجميل، حاقداً يتلذذ بخيرات بلادنا، وينفث سمومه ونتانة لسانه على شعبها وكرم قيادتها، ونحن نعرف بعض هؤلاء النكرات، إلاَّ أن أخلاقنا تأبى أن نماثلهم الرد بأساليب قذرة، لا ترتقي للأخلاق التي تربينا عليها وتأدبنا بآدابها، وبكل تلك الحمم البركانية البغيضة والكراهية الحاقدة، نتجاهل أبواقهم ووسائل إعلامهم المأجورة، ليبقى الوطن الهدف الأسمى، والرسالة التاريخية الخالدة، التي نستميت تحت ظلال سيوف الحق والعدل والعزة والكرامة، وهنا مكمن الرجولة والأصالة وعُمق الارتباط بالأرض والوطن. فبناء الإنسان ينبع بغرس القيم في مؤسسات التعليم، ومخرجات الجامعات لأبناء وبنات الوطن، وتحصينهم بالثقافة العالية، وحثهم للمشاركة في المؤتمرات العالمية، وتوظيف تخصصاتهم لتعزيز الانتماء، وإيجاد الفرص الوظيفية بعد تخرجهم، وهو ما سعت إليه الدولة وكرَّست جهودها ، وهذا يتطلب توطين العلوم والتخصصات المعاصرة، داخل جامعاتنا السعودية، بتوفير البيئة الجاذبة والتقنية اللازمة، لمزيد من الاستثمار الأمثل فلن يُخْلِص للوطن، ويتفاعل مع مشاريعه التنموية، بالجودة العالمية المطلوبة لمواكبة متطلبات العصر، سوى أبناء وبنات الوطن دون غيرهم من الخبرات الوافدة، مهما كانت مؤهلاتها وخبراتها، فمن خلال المواقف العدائية التي تحيط ببلادنا، آن لنا أن نضع أيدينا مع قيادتنا، ونجدد الثقة بأبناء وبنات الوطن، حفاظا على سرية واستمرارية إنجازاتنا الحضارية.