اختتمت منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) امس الخميس في فيينا اجتماعها بالابقاء على حصصها الانتاجية بدون تغيير حتى لا تؤثر على ارتفاع اسعار الخام في اجواء من التحسن الاقتصادي. وقال وزير الطاقة الجزائري شكيب خليل الاربعاء عند وصوله الى فيينا ان "الاسعار تستقر بل وترتفع فلماذا التغيير؟"، مشيرا الى توافق في الكارتل على ابقاء الوضع على حاله. ومنذ سبتمبر الماضي، قررت اوبك سحب 4,2 ملايين برميل من النفط يوميا من الاسواق لوقف تتراجع الاسعار التي هبطت الى 32,40 دولارا في الخريف. وقد حددت سقف الانتاج ب24,84 دولارا وهو الادني منذ 2003. واكد وزير البترول علي النعيمي بان ارتفاع الاسعار الى حوالى ستين دولارا للبرميل الواحد هو "مؤشر للتفاؤل" في انتعاش اقتصادي عالمي. وبلغ سعر برميل النفط الخفيف والبرنت الاربعاء اكثر من 62 دولارا وبلغ مستويات لم يسجلها منذ نوفمبر الماضي في سوق يسودها التفاؤل في انتعاش الطلب في الاشهر المقبلة. وقال النعيمي ان "السوق ليست متوازنة حاليا"، مشيرا خصوصا الى انتعاش الطلب على الخام في آسيا. وتأمل اوبك في ان يكون سعر البرميل 75 دولارا ليتمكن المنتجون من الاستثمار في التنقيب عن النفط وانتاجه. لكنها لا تريد حاليا ان تبدو وكانها فقدت صبرها خوفا من تخريب ارتفاع في المؤشرات الاقتصادية والتأثير على عائداتها المباشرة. وكان النعيمي المح امس عند وصوله الى فيينا ان اوبك ستختار الابقاء على الوضع القائم. وقال "سنبقى كما نحن". وردا على سؤال عما اذا كان هناك اجماع على هذا الموقف بين اعضاء المنظمة، قال النعيمي "سنعرف ذلك الخميس عندما نجتمع". وردا على سؤال عن مدى قلقه بشان ارتفاع مخزونات النفط وخصوصا في الدول الصناعية، قال النعيمي ان هذا الامر يقلقه باستمرار. وتحتفظ الدول الصناعية التي تنتمي الى منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية بمخزون 62 يوما. وقال النعيمي ان هذا المخزون مرتفع للغاية "ونفضل ان يكون ل53 يوما". من جهته، قال وزير الطاقة الاماراتي محمد بن ظاعن الهاملي انه يرى ان السوق متخمة الان، لكنه لم يدع الى خفض الانتاج. وصرح للصحافيين "بالتاكيد ان السوق متخم بالنفط (...) علينا ان ندرس الارقام". اما ايران فقد دعت الى خفض الانتاج بينما رأى وزير النفط الفنزويلي رافايل راميريز ان السوق تعاني من فائض يبلغ مليون برميل يوميا لكن هذا الوضع سيتحسن اذا وفت اوبك بتعهداتها.