الإصدار الجديد للدكتورة ميسون العنزي، تحت عنوان ( بصمات نسائية في صفحات الشمال) الصادر عن نادي الجوف الأدبي ، تزامن مع الزيارة الملكية لمنطقة الجوف، حيث دفء الشمال، وحميمية اللقاء بين المليك بأبناء شعبة، من أعيان وكبار مسؤولي المنطقة، والنخب الأدبية والثقافية، ولعلَّ الزيارة الملكية جاءت في وقتها، لتتعانق القيادة مع الثقافة والتاريخ، تسير جنبا إلى جنب في مفهوم المعاصرة، فثقافة الزعيم القائد سلمان من أعطى الثقافة مكانتها، ومَنْ غرس جذورها، لترتوي أرض الوطن شمالاً وجنوباً وشرقا وغربا بهذا الابداع، ولتغرد بلابل الصباح على أغصان الزيتون، في هذه المنطقة مرحبة برجل الإنجاز، الملك سلمان بن عبدالعزيز “المجد والتاريخ والثقافة والعروبة والأصالة”، وحكمة القائد ورجل المواقف الصعبة، التي تحاك ضد وحدة الوطن ومسيرة العطاء والتحدي. لأبارك للدكتورة ميسون إصدارها، وهي التي تحمل شهادة الدكتوراه، في فلسفة التاريخ الإسلامي، في طباعته الأنيقة وإخراجه الجميل، ومادته التاريخية التوثيقية، وتوقيت إصداره في تزامن تاريخي، مع هذه الزيارة الملكية، فهذا الإصدار يُعد أول كتاب نسائي شمالي، يتحدث بسرد تاريخي رائع، لدور المرأة في مجالات متعددة، لخدمة الوطن، ولها أن تفخر بالأعمال القيادية والوظيفية، التي قامت بها ولا زالت، نبع يفيض بالعطاء، للأخذ بأيدي بنات الوطن، ولا شك أن أمثال هذه النماذج، تعتبر من أهم المكاسب الوطنية، من واقع الخبرات الميدانية والأكاديمية التي تتمتع بها، وكأني بها تصافح تلك اليمين للوالد القائد، مقدمة له نسخته الفاخرة لذلك الإصدار الوطني، تختصر مسافة التاريخ برصدها التاريخي لسيدات مجتمع الجوف. الذي قدمته للمكتبة الوطنية، بما احتواه بين دفتيه من أسماء لجيل العطاء والتميز، لمجموعة من الوثائق التاريخية، وسير حافلة بحب الوطن، والمشاركات الوطنية لهذه الكوكبة من الأسماء اللامعة، وفي جعبة كل سيدة منهن، ما يسجله تاريخنا الوطني، من مبادرات أحسب أنها سبقت زمانها، كان لها ولازال أطيب الأثر لدى مجتمعنا السعودي، لا سيما وتلك المبادرات تمثل قمة المستوى الحضاري، وجسر من الإنجازات التنموية التي واكبت البدايات الأولى، لكل مظاهر الحياة ونبض المجتمع بأساليب أدبية، وتناول ثقافي راق، ولغة سلسلة جميلة تخاطب جيل الرائدات من سيدات مجتمع الجوف، ومساهماتهن في الأعمال التطوعية، في توظيف واستثمار طاقات الإنسان السعودي، وكل من قُدِّر له المساهمة من مسؤولين ووجهاء مجتمع. وفي تصوري أن ما تقدمه ثقافة الجوف، يوازي ما تقدمه الأندية الثقافية والأدبية، في كُبرى المدن بالمملكة، بينما نادي الجوف الأدبي الثقافي، ساهم بتقديم جيل من المثقفين، في مجال القصة والرواية وقوافي الشعر، ليستمر هذا النادي في تشجيعه، وتبنيه للعديد من المواهب لتنافس بحيادية، على المراكز المتقدمة، وإن كُنت مقلاً في التواصل مع هذه الوجيه الباسمة، من بعض الزملاء بالإعلام على وجه التحديد، فهم من توَّجت مواقعهم بثقافة وأخلاق عالية، أستطيع القول بأنها أضافت لمنطقة الجوف وأجواءها الرائعة، الكثير من الحراك الثقافي الواعي، ولعل حفل تدشين هذا الإصدار، للدكتورة ميسون العنزي يأتي متزامناً مع تكريم الرائدات الفاضلات، اللاتي حضين بتوثيق إنجازاتهن من قبل المؤلفة.