كانت كل الامنيات والتوقعات بأن تتواصل الافراح والاعراس بتجاوز الهلال والاتفاق لعقبة دور الستة عشر والتأهل لدور الثمانية في بطولة ابطال اسيا ولكنهما خسرا هذه الورقة المنتظرة وخرجا من هذا المنعطف وتركا المهمة الشاقة لمواصلة المشوار للفريق الاتحادي لبلوغ دور الربع النهائي لهذا السباق عقب وصوله لهذا الاستحقاق المستحق من بوابة الفريق الشبابي بفوز ثمين بهدفين مقابل هدف واحد للاخير..! كالديرون قلب التوقعات استعاد الطاقم الاتحادي انفاسه وحضوره عبر محطات الحصة الثانية وهو ينجح في ترتيب صفوفه واوراقه في خطي الوسط والدفاع وتحويل طريقته الميدانية من اسلوب 5-4-1 الى 4-4-2 بعد ان استطاع المدير الفني الاتحادي من قراءة احداث الشوط الاول بعناية ومنح المساحة الواسعة للتقدم الهجومي لاسامة المولد والتخلي عن اسلوبه الدفاعي الصرف والذي فرضه بالثلاثي المولد والمنتشري وتكر.. وزاد من الهيمنة الاتحادية وفرض سيطرته الفنية بدخول الرائع والمؤثر هشام بوشروان بديلا لاسامة المولد وكانت بمثابة الضربة القاضية للطرح الميداني المتفوق لكالديرون الذي برع في الاستفادة من هذه الورقة الرابحة.. بوشر.. عريس الاتحاد وبحضور عريس المساء الاتحادي هشام بوشروان المتأخر جدا عن احداث ما كان يطمح اليه الجهاز الفني الاتحادي، استطاع هذا النجم الكبير تحقيق هذه الطموحات الصفراء باحرازه هدف الحسم المثير في الوقت بدل الضائع من زمن الحصة الثانية وهو يتجاوز ويقتحم من الجهة اليمنى لفريقه ويضعها بكل هدوء في عمق شباك وليد عبدالله وبهذا الهدف الحاسم والقاتل نجح كالديرون من تحمل مسؤولية هذه المغامرة بهكذا تبديل على الرغم من اصابته التي عانى منها خلال الايام الاخيرة والتي سبقت هذا النزال الكبير..! الشبابيون يغادرون بشرف ولم يكن فريق الشباب عبر محطات هذا اللقاء سيئا واستطاع ان يزرع حضوره وتألقه كعادته واستطاع بنجومه الكبار واللامعين ان يخطفوا هدف السبق عن طريق النجم الواعد عبدالعزيز السعران وهو يستثمر الخطأ الفادح الذي وقع فيه الحارس الاتحادي (الدولي) مبروك زايد وهو يتعامل مع كرته السهلة بطريقة غير مقبولة والتي كادت ان تهز معطيات فريقه ويفرط في فرصة التأهيل.. ويبدو ان الشبابيين الذين سيطروا وتمكنوا من زرع تفوقهم عبر تفاصيل الشوط الاول قد اثرت وبشكل صريح على معدلهم اللياقي عبر وقائع الحصة الثانية وكانت - حسب المراقبين - هي واحدة من اهم قلب الموازين لمصلحة الفريق الاتحادي في الشوط الثاني. نور القائد المحنك ولعل الذي حرك المعطيات الاتحادية في هذا اللقاء الكبير وتحويل المواقع الهجومية الى حالات من الاستنفار والتأثير هو الحضور الرائع لمحمد نور كعادته وهو يثبت قدرته واهميته في قيادة فريقه نحو التألق والابداع في التمرير المتقن وتكريس الاسقاطات الخطيرة داخل الصندوق الشبابي وتحفيزه الدائم لنجوم فريقه مع قدرته في تطبيق ما يريده مدرب فريقه داخل الميدان.. لقد اسهم هذا النجم في عبور العميد نحو مرابع دور الثمانية لهذه المسابقة الاسيوية المثيرة. الهلال وصدمة أم صلال وكان الهلال قد ودع البطولة من الباب الضيق بخروجه امام ام صلال القطري الطري العود بين اندية النخبة في المنطقة الخليجية من الدور الثاني يوم الثلاثاء الماضي، وكانت الجماهير الهلالية التي احتشدت على مدرجات استاد الملك فهد الدولي في الرياض تمني النفس بفوز صريح للعبور الى ربع النهائي، خصوصا ان ام صلال، الذي صعد قبل اعوام قليلة الى دوري الدرجة الاولى في بلاده، كان مني بخسارة قاسية جدا امام اتحاد جدة بسبعة اهداف نظيفة في الجولة الاخيرة من الدور الاول، لكن نجوم الهلال فشلوا في هز الشباك القطرية فانتهى الوقتان الاصلي والاضافي بالتعادل السلبي ثم اهدر الموهوبان الليبي طارق التايب ومحمد الشلهوب ركلتي ترجيح وضعتا «الزعيم» خارج دائرة المنافسة في البطولة. وتبخر حلم الجماهير الهلالية بفوز فريقها بلقب البطولة ومن ثم التأهل لكأس العالم للاندية في الامارات لانقاذ الموسم الفقير والذي كان من اضعف مواسم الهلال فنيا حيث لم يحقق سوى بطولة واحدة هذا الموسم وهي بطولة كأس ولي العهد. وحملت جماهير الهلال مدرب الفريق عبد اللطيف الحسيني مسؤولية الخسارة امام ام صلال لا سيما في تغييراته الخاطئة واللعب بمهاجم واحد وعدم مقدرته على التعامل مع سير المباراة بشكل جيد. لكن الحسيني، الذي خلف البلجيكي جورج ليكينز قبل نحو شهر لفترة مؤقتة قبل ان يسلم المهمة الى البلجيكي الاخر اريك غيريتس، دافع عن نفسة مطالبا التخفيف من حدة الانتقادات التي طالته بعد الخسارة والخروج من البطولة، واكد عدم استمراره في الجهاز الفني للهلال خلال الموسم القادم، وقال: اتفقت مع الإدارة بأن يكون الموسم القادم استراحة محارب بالنسبة لي. وكشف الحسيني ان فريقه فشل في التأهل لدور الثمانية بدوري ابطال اسيا لثماني سنوات متتالية وكان يودع البطولة من دور ال 16، وحول اعتماده على مهاجم واحد في المباراة قال «منذ فترة طويلة والهلال يلعب بمهاجم واحد فكيف اغير طريقة اللعب في يوم وليلة الامر كان يتطلب مزيدا من الوقت، فالروماني اولاريو كوزمين مدرب الهلال السابق كان يلعب بهذه الطريقة ومن قبله البرازيلي ماركوس باكيتا، وسبق ان خسر الهلال امام الوحدة الاماراتي في الرياض على عهد كوزمين ولم ينتقده احد. وقدم الحسيني اعتذاره لجماهير الهلال مؤكدا انه قبل الإشراف على الفريق من أجل الهلال وبشجاعة وأدى ما يمليه عليه ضميره وأنه مرتاح تماما. من جانبه رفض رئيس الهلال الامير عبد الرحمن بن مساعد التحدث بعد خروج فريقه من البطولة وخرج الى خارج الملعب مباشرة رافضا الادلاء بأي تصاريح .