في ظل الحراك العلمي الذي تعيشه جامعة الملك عبدالعزيز بجدة، وخصصت له إدارة الجامعة مساحة كبيرة من الطرح الفكري والنقاش وتبادل الآراء مع المختصين، في مجال التدريب لهواة الطيران، من شباب وشابات الجامعة، الراغبين في الانخراط في هذا المجال، وفق معايير علمية عالمية، لاستقطاب هذه الشريحة من طلاب وطالبات الجامعة ولأن الموضوع اختياريا، فإن المتوقع الإقبال الكبير على هذا المشروع الوطني، وستكون له بوادر إيجابية لحاجة السوق المحلية، سواء على نطاق الطيران التجاري أو الخاص، لاسيما وأن الناقل الوطني ( الخطوط الجوية السعودية)، كونها تمتلك رصيدا كبيرا من كوادرها الوطنية، في مجال الطيران والتسويق والصيانة والنظم الإدارية، ونجحت بشكل لافت منذ السبعينات الميلادية من القرن الماضي، وما قبل هذه الفترة بإرسال بعثاتها لدول أوروبية وللولايات المتحدةالأمريكية، وعادوا وهُم يمتلكون خبرات في صناعة الطيران. يُمكن استثمارها في مجال التدريب، عوضا عن مَنْ تم الاستغناء عن بعضهم، وفق نظام التقاعد محليا وعالميا، (فالخطوط السعودية) بحاجة لتجديد دماء الطيارين لديها سنوياً، فتوطين التدريب على الطيران والصيانة والتسويق، محليا يأتي في مقدمة الأهداف الوطنية الاستراتيجية، إضافة لكونه يوفر الكثير من الأموال التي تصرف على البعثات الخارجية، الباهظة التكاليف عطفا على طول فترة تدريب المبتعث خارج المملكة، حرصا من دول الابتعاث على الاستفادة من إطالة فترات التدريب، التي يُمكن اختصارها داخل المملكة مع توفر عنصر جودة المتدرب، كما أن الكثير من شبابنا يدرسون الطيران خارج المملكة، على حسابهم الخاص بتكاليف تصل لمئات الآلاف وعند عودتهم يخضعون لإعادة تأهيل والانتظار طويلا حتى تتاح لهم فرصة التوظيف، وفي كلا الأمرين مشقة على الشباب. التي يُمكنه أن يجد فرصته في حالة تدريبه داخل المملكة، وبشكل يعطي المُشَغِّلْ القناعة التامة، بكفاءة المتدرب وما عليه إلاَّ انتقاء الأفضل، حين يفوق العرض الطلب كرسالة مباشرة للمتدرب أن يكون في مستوى الطموح، هذه المقالة لم تكن حاضرة في ذاكرتي، لو لا الدعوة الكريمة التي تلقيتها من المركز الإعلامي بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة، لحضور الندوة التي نظمتها الجامعة في الأسبوع الماضي، على شرف صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز آل سعود رئيس جمعية الطيران السعودية عن احتياج المملكة لإنشاء أندية وأكاديميات تعليم وتدريب هواة الطيران من الشباب والشابات، مشيراً إلى أن جمعية الطيران السعودية تسعى في ذات السياق إلى نشر ثقافة الطيران وزيادة أعداد الأندية والأكاديميات في جميع مناطق المملكة. فهذه الندوة التي حضرها معالي مدير الجامعة الأستاذ الدكتور عبدالرحمن بن عبيد اليوبي، ووكلاء الجامعة وعمداء الكليات، عكست ثقافة الطيران لدى الشباب الجامعي، ليس على نطاق الهواة وإنما بشكل احترافي، ظهر واضحا من المداخلات، التي أجاب عليها سمو الأمير محفزا هواة الطيران بدخول غمار هذه التجربة الشيقة، ولأن جامعة المؤسس هي المبادرة دائما، بتفاعلها مع متطلبات المجتمع، وتنمية الاستثمارات المتعلقة بالقطاع الخاص والحكومي، وبما تمتلكه من إمكانيات وما لديها من مساحة الأراضي داخل حمى الجامعة، أو أحد فروعها في محافظة خليص أو رابغ أو الكامل، وكلنا أمل بتعاون الشركات في القطاع الخاص، ليتم التنسيق مع إدارة الجامعة، لنرى نادي الطيران وقد أصبح معلما من معالم الإنجازات العلمية التي تميزت بها جامعة الملك عبدالعزيز بجدة، إضافة لعلاقاتها مع كُبرى الجامعات والشركات العالمية، للاستفادة من كوادر تلك الجامعات، ضمانا لاختصار الزمن ولتكون أولى هذه المبادرات، بهذه الجامعة العريقة تتبعها بقية الجامعات السعودية.