عبر عدد من المواطنين والسكان عن امتعاضهم من سوق الأنعام الرئيسي بجدة، وابدوا عدة ملاحظات قالوا إنها جوهرية، مثل ابتعاد السوق كثيرا جدا عن المدينة، ومجاورته لمحطة معالجة الصرف الصحي، التي تنبعث منها الروائح الكريهة، إضافة إلى سلبيات أخرى داخل سوق الأنعام نفسه .. وكانت (البلاد) قد نقلت في وقت سابق معاناة المواطنين والسكان من السوق، وذلك يوم الأربعاء 26 11 2008 م - الموافق 28-11-1429 ه .. حيث اشرنا إلى ما عبر عنه عدد من المواطنين – حينذاك - من بعض المخاوف والسلبيات، وخصوصا من خطر ملاصقة حلقة الأنعام الرئيسية بجدة مع محطة معالجة مياه الصرف الصحي ب " الخمرة "، حيث لا يفصل بين السوق والمحطة سوى شارع واحد، و (زاد الطين بلة) قرار الأمانة بتوجيه العديد من الوايتات التي تحمل مياه المجاري، إلى تلك المحطة، بشكل مكثف في الآونة الأخيرة، والتي كانت تفرغ حمولتها في بحيرة الصرف الصحي في شمال شرق جدة. نقل المعاناة وكنا في ( البلاد ) قد نقلنا - حينها - خوف وشكوك الناس , سواء الزبائن أو العاملين في السوق , , من ان ذلك ربما يشكل خطراً على صحة الأنعام المعروضة للبيع هناك ، وأيضا على صحة البائعين الذين يعيشون معها على مدار الساعة , وكذلك على المتسوقين او المشترين , وذلك عبر جولة ميدانية لنا بالكلمة والصورة . الروائح الكريهة وقد كنت هناك - خلال الاسبوع الماضي - أجول في سوق الأنعام الرئيسي جنوبيجدة , واضطررت – كما في كل مرة – الى محاولة اتقاء الروائح الكريهة التي تملأ المكان من محطة معالجة مياه الصرف الصحي ب " الخمرة " المجاورة للسوق , ورايت عددا من المتسوقين والباعة , وهم يغطون انوفهم بالغترة او الشماغ لاتقاء ضرر الروائح الكريهة التي كانت تملأ السوق . الجار الثقيل وقمت بجولة سريعة خارج المكان , بمحاذاة السور الخارجي الجنوبي لسوق الانعام , حيث يقع هناك مكان ( الجار الثقيل) للسوق , محطة تنقية المجاري ب "الخمرة" .. ورأيت ارتالا من وايتات المجاري , وقد اصطفت في الشارع العام , تفرغ حمولتها في المحطة ، وبعضها شاحنات عملاقة تحمل كميات مهولة من مياه المجاري , وكان عدد اخر مازال قادما للغرض نفسه , الى حيث تلك المحطة الخاصة بمعالجة مياه الصرف ، وهكذا دواليك يوميا , وايتات الصرف وذلك بعد ان تم توجيه كميات كبيرة منها الى هناك , بدلا من تفريغ حمولتها بالصورة التقليدية في بحيرة الصرف الصحي شمالي شرق جدة ، ربما نتيجة مخاوف امانة جدة من زيادة منسوب البحيرة ، فكان الخيار الغريب - كما وصف لنا ذلك احد المتسوقين , بقوله : ( انه حل خاطىء ، فبدلا من تفريغ المجاري , في بحيرة الصرف كان رأي " الامانة " غير " مهضوم لنا " وهو توجيه عدد كبير منها – أي الوايتات - إلى محطة الخمرة في جنوبيجدة , بجانب حلقة الأنعام ) . المجلس البلدي وعندما استطلعت آراء عدد من المتسوقين , وجدت انها جديرة بان نعرضها هنا للمسؤولين , الى جانب مشاهداتي الشخصية , وهي كما يلي : • لمست مطالبات كثيرة , بتدخل المجلس البلدي بجدة ، ووقوفه على أبعاد المشكلة .. ( أظن ان المجلس لم يقف من قبل ميدانيا على مشكلة سوق الأنعام ) خصوصا بعد زيادة مجموع الوايتات التي تفرغ حمولتها في محطة المعالجة المجاورة للسوق . • اجمع كل الذين أخذت آراؤهم على أن سوق الأنعام الرئيسي بجدة , يعتبر بعيدًا جدا عن سكان المدينة ، ومن يحتاج إلى شراء ذبيحته , فان عليه ( السفر ) عدة كيلو مترات إلى ذلك المكان , الذي تم اختياره , في فضاء واسع , في أقصى نقطة من جنوبيالمدينة ، جنوب شرق سوق الصواريخ الشعبي . اقتراح المواطنين • يقرح المواطنون والسكان إيجاد أكثر من ( نقطة بيع ) للأنعام , كحل سريع للمشكلة الحالية , وكنوع من صناعة التنافسية , على ان تكون هذه نقاط البيع المقترحة هذه , في عدة نواحي من المدينة ( الشرق – الشمال ) • أكد لي عدد من المتسوقين , عدم منطقية وجود سوق للماشية , أو للأنعام بجوار محطة لتنقية ومعالجة المجاري , لا يصدر عنها سوى روائح كريهة ، مع فرضية ( بديهية عقلية ) أن تكون خطرا حقيقيا على الصحة والبيئة معا . • رأيت عددًا من الحظائر ( فارغة ) .. ووضعت لها تفسيرا أو فرضية , أن يكون أصحابها قد زهدوا فيها وتركوها , لأن المكان لم يعد عند حدود احتمال الطاقة , بسبب الروائح و( ابتعاد المكان ) جغرافيا عن مركز المدينة . • أن السوق لا يضم سوى مسلخا وحيدا فقط , وجدته ( مكتظا ) بالزبائن والذبائح ( زيارتي كانت يوم الخميس) . ملاحظات عامة • رأيت العاملين بالمسلخ لا يتقيدون بزي خاص بهم , وهذه بدهية صحية تنظيمية معروفة . • دورة المياه الرئيسية (ولعلها تكون الوحيدة ) وجدتها مغلقة بالضبة والمفتاح كما يقولون , و( رأيت عليها قفلين اثنين ) , فاين يذهب من يحتاجها ؟ !! . • الأهم من كل ذلك أنني وأنا على باب المسلخ , احسست برائحة كريهة للغاية , ويشعر بها كل الزبائن والعاملين هناك .. وبحثت عن مصدرها , فوجدته – للأسف الشديد – عبارة عن ( بيارة هائلة ) تقع ( مقابل باب المسلخ ) مباشرة .. وهي مخصصة لاستقبال مياه المسلخ ودماء الذبائح , وكانت مغطاة بطريقة بدائية , عبارة عن الواح حديدة ( غير مصمتة ) ..وتنبعث منها الروائح مزعجة , وشديدة النتانة !!. • لاحظت أن عددًا من الأغنام يطفر من أنوفها سوائل , وتبدو في صورة ليست ذات حيوية واضحة . المكان الأفضل • هناك من يرى كاقتراح , نقل سوق الأنعام الحالي , وبسرعة من مكان الحالي البعيد جدا , والمجاور أيضا لمحطة معالجة الصرف الصحي والمصانع , إلى آخر صحي وملائم مثل شرقي جدة ، حيث البيئة هناك أفضل بكثير . المجلس لا يوافق وكانت "البلاد" قد سالت ( منذ نشرنا هذه القضية في وقت سابق ) الدكتور طارق فدعق رئيس المجلس البلدي بجدة ، عن كون الوايتات ترمي كميات كبيرة من المجاري ومياه الصرف في محطة تجاور حلقة الأنعام الرئيسية لمدينة كبيرة وواسعة مثل جدة , فقال لنا : ( الحقيقة نحن في المجلس البلدي لا نوافق على هذا الموضوع ابدا، وهذا في الواقع أمر لا يجوز ، ولا يصح أن تكون الصورة بهذا الشكل ) .. لكن اللافت أن المجلس البلدي , لم يحرك ساكنا بعد ذلك ؟ !! . وعود الأمانة وكانت أمانة جدة قد سبق وان تجاوبت مع ما نشرناه سابقا عن قضية سوق الانعام , في رد لقسم العلاقات العامة بها , كنا نشرناه يوم الخميس 04/ 12/ 2008 م - الموافق 6-12-1429 ه .. وكان من ضمن فقرات رد أمانة جدة : ( يعد المسلخ واحدا ضمن خمسة مسالخ موجودة بالمحافظة والأمانة تعمل جاهدة على إيجاد مواقع جديدة لانشاء أسواق نفع عام ومسالخ عليها لخدمة المواطنين ). ونحن قي الواقع هنا بدورنا نسال مقام أمانة جدة .. ما الجديد في وعدكم لنا كتابيا , ب ( إيجاد مواقع جديدة لإنشاء أسواق نفع عام , ومسالخ عليها لخدمة المواطنين ) ؟ وكذلك كان من ضمن محاور رد الأمانة علينا , قولها : ( تعمل الأمانة حاليا على إيجاد سوق مناسب للأنعام لتوفير الخدمات لجميع المواطنين ، كما تضع ضمن أولوياتها هذه المقترح لدراسته ) . ونحن نقول ... متى يكون السوق المناسب .. متى ؟ !! .