رفع أصحاب المعالي وزراء الأوقاف والشؤون الإسلامية في دول العالم الإسلامي شكرهم وتقديرهم لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، ولصاحب السمو الملكي الامير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام ولصاحب السمو الملكي الامير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية حفظهم الله على دعمهم لمؤتمر لوزراء الأوقاف والشؤون الإسلامية بدول العالم الإسلامي منذ نشأته ورعايتهم للمجلس التنفيذي وللأمانة العامة، واهتمامهم حفظهم الله بنشر الإسلام ونصرة قضايا المسلمين وخدمة الحرمين الشريفين ورعاية حجاج بيت الله الحرام والزوار ونشر الدعوة الإسلامية . جاء ذلك في ختام أعمال مؤتمرهم الثامن لوزراء الأوقاف والشؤون الإسلامية بدول العالم الإسلامي الذي استمر ثلاثة أيام في جدة تحت عنوان / الأمن الفكري ودور وزارات الشؤون الإسلامية في تحقيقه / . وثمن المؤتمر الجهود المتميزة للمملكة العربية السعودية في مجال تحقيق الأمن الفكري وتحصين الشباب من تيارات الغلو والإرهاب والفكر المنحرف . ورأى المؤتمر أن مبادرة خادم الحرمين الشريفين للحوار بين أتباع الأديان والثقافات ستسهم في تحقيق المصالح العليا التي دعت إليها الشريعة الإسلامية عن طريق إشاعة المشترك الإنساني وأنها وسيلة لتعريف العالم بالإسلام في صورته النقية الصافية وإنسانيته السامية. وأكد المؤتمر أهمية التزام احترام الخصوصية الداخلية للدول دينياً وثقافياً مع الالتزام بالمواثيق والمعاهدات العربية والإسلامية والدولية , مع الأخذ في الاعتبار أن مسؤولية تحقيق الأمن الفكري والحوار بين أتباع الأديان والثقافات جهد جماعي مشترك يتطلب التعاون والتنسيق وتبادل المعلومات من خلال إستراتيجية واضحة المعالم والآليات . وأهاب المؤتمر بأبناء الأمة الإسلامية أن يحذروا من أن يصبحوا أدوات بأيدي أعدائهم لتحطيم حركة نهوض أمتهم , وأن يصبحوا عناصر بناء وتسديد لهذه المسيرة. وشدد المؤتمر على وحدة الأمة الإسلامية , وعلى الوحدة الوطنية لكل دولة من دولها وعلى استقلالها , ودعم جهود البناء والتطوير الحضاري لها. وأعرب المؤتمر عن رفضه لدعوة حركات الانفصال والتمرد والفتنة في اليمن , والصومال والسودان وباكستان وغيرها من دول العالم الإسلامي , كما رفض التدخل في الشؤون الداخلية للدول الإسلامية . ودعا المؤتمر دول العالم وهيئاته إلى ضرورة معالجة القضايا العالقة بكل عدل وإنصاف داعيا الفلسطينيين إلى الوحدة ونبذ الفرقة والتنازع، ومعبرا في الوقت نفسه عن رفضه لكل صور الاعتداءات الآثمة على الفلسطينيين. كما دعا المؤتمر عقلاء العالم إلى اتخاذ موقف مع الحق والعدل مؤكدا أن القدس عاصمة الدولة الفلسطينية، ورافضا الأساليب الصهيونية لتهويد الأقصى . ونوه المؤتمر بالرعاية العظيمة والخدمات غير المحدودة التي تقدمها المملكة العربية السعودية للحرمين الشريفين في مكة والمدينة والمشاعر المقدسة وما تشهده من مشروعات كبيرة مكنت الحجاج والمعتمرين والزوار من أداء نسكهم في أمان واطمئنان ورعاية . وقد اتخذ المؤتمر القرارات التالية : أولاً :الموافقة على / خطة الارتقاء بالمساجد موقعاً ورسالة / وتعميمها على الدول الأعضاء للإفادة منها في موضوعها . ثانياً : الموافقة على /خطة إصدار كشاف عن الأوقاف في العالم الإسلامي/ وتعميمها على بقية الدول للاستفادة منها في موضوعها . ثالثاً : الموافقة على ورقة العمل بعنوان / التجديد في الفكر الإسلامي والخطاب الديني بين الثوابت والمتغيرات / وتعميمها على الوزارات المعنية في دول العالم الإسلامي للإفادة منها في موضوعها . رابعاً : الموافقة على ورقة / دور الدعوة الإسلامية في مواجهة التحديات الداخلية والخارجية " وتعميمها على سائر الوزارات المعنية للإفادة منها في موضوعها . خامساً : الموافقة على ورقة / حوار الأديان والحضارات / بعد تعديلها وفق ما ورد عليها من تعليقات وتعقيبات ومداخلات وتعميمها على سائر الوزارات المعنية للإفادة منها في موضوعها . سادساً : الموافقة على ورقة / مشروع برنامج الوسطية منهج وحياة/ وتعميمها على الوزارات المعنية للإفادة منها في موضوعها . سابعاً :الموافقة على ورقة /وسائل التنصير في بعض بلاد المسلمين/ وتعميمها على سائر الوزارات المعنية للإفادة منها في موضوعها . ثامناً : 1/ تتولى الأمانة العامة للأوقاف بدولة الكويت باعتبارها الدولة المنسقة في مجال الوقف مسؤولية تنفيذ خطة إصدار الكشاف تتضمن الإطار النظري للمشروع وآلية تنفيذه تأسيساً على ما جاء بورقة خطة إصدار كشاف عن الأوقاف في العالم الإسلامي والتنسيق مع البنك الإسلامي للتنمية للإسهام في تنفيذ تلك الخطوات . 2/ يدعو المؤتمر وزارات الأوقاف في دول العالم الإسلامي والجهات ذات الصلة إلى التعاون من أجل إنجاز المشروعات التنفيذية الخاصة بالأوقاف بين الدول الإسلامية . 3 / يدعو المؤتمر الوزارات المعنية إلى تقديم التعاون اللازم مع البنك الإسلامي للتنمية لإنجاح المحفظة الاستثمارية في ممتلكات الأوقاف والإفادة منها في تحقيق تنمية الأوقاف واستثمارها مع توجيه الشكر للبنك الإسلامي للتنمية على ما بذله من جهود في سبيل تنفيذ قرار المؤتمر السادس. تاسعاً : التأكيد على جميع وزارات الأوقاف والشؤون الإسلامية ووزارات الشؤون الدينية ودور الفتوى والهيئات المعنية بالمساجد والأوقاف أن تبعث ما لديها من مقترحات وآراء وموضوعات تتعلق بأعمال واختصاصات المؤتمر إلى الأمانة العامة للمؤتمر لتتولى عرضها على المجلس التنفيذي لدراستها وبحثها وتحديد الدولة المنسقة بشأنها تمهيداً لإدراجها في جدول أعمال المؤتمر في دوراته القادمة . وتوصل أصحاب المعالي وزراء الأوقاف والشؤون الإسلامية في الدول الإسلامية في ختام أعمال المؤتمر إلى التوصيات الآتية : أولاً : في مجال الأمن الفكري : 1/ دعوة الدول الأعضاء لبعث ما لديها من تجارب في ميدان الأمن الفكري مثل وبرنامج المناصحة والرعاية وبرنامج السكينة الحواري في المملكة العربية السعودية ومرجعيات الجماعة الإسلامية بمصر لمفاهيمها وتجربة الحوار في اليمن والسودان إلى الأمانة العامة للمؤتمر لتعميمها على بقية الدول الأعضاء 2/ حث وزارات الأوقاف في كل من المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية والجمهورية اليمنية على صياغة منهج لبرنامج الأمن الفكري يشتمل على تجارب تلك الدول وما لديها من برامج لإفادة بقية الدول منها عند إعداد خطة إستراتيجية لمكافحة الغلو والإرهاب وتحقيق الأمن الفكري فيها . 3/ الدعوة إلى إنشاء مراكز متخصصة في الأمن الفكري تبين موقف الشريعة الإسلامية من الأفكار الضالة وكشف مواطن الخلل في الفهم , وتقديم الدعم العلمي والفكري . 4/ الدعوة إلى إنشاء مراكز متخصصة في كل وزارة أو هيئة إسلامية لرصد الشبهات الموجهة ضد الإسلام وتصنيفها إلى داخلية وخارجية وتفنيدها ونشر الرد عليها بجميع الوسائل المتاحة وتزويد الراغبين بها للاستفادة منها . 5/ التعاون مع المراكز العلمية والبحثية التي تعنى بتأسيس الوعي الوسطي للإسلام وفهمه للقضايا الإسلامية المهمة . 6/ إنشاء مركز معلومات في الأمانة العامة للمؤتمر لبحوث الأمن الفكري ومواجهة الإرهاب والغلو وتحقيق الوسطية . ثانياً : في مجال الارتقاء بالمساجد موقعاً ورسالة : 1/ العناية بالمساجد من حيث موقعها في المخططات العمرانية بحيث يكون المسجد في مركز الحي و العناية بعمارتها بما يليق ببيوت الله سبحانه وتعالى وأن يشتمل المبنى على العناصر والمرافق المساعدة لأداء رسالة المسجد الدينية والاجتماعية والثقافية والتربوية . 2/ إعداد الأئمة ومساعديهم للقيام برسالة المسجد عل الوجه المرضي وتكثيف دور المسجد في رعاية الشباب واحتفائهم . 3/ إحياء الرسالة التعليمية للمساجد من خلال إقامة الدروس والمحاضرات في مختلف المجالات العلمية وتنشيط حلقات تعليم وتحفيظ القرآن الكريم والعناية بها . 4 / تطوير مستوى خطبة الجمعة لتشتمل على تصحيح المفاهيم الخاطئة ومعالجة الأمراض الاجتماعية مع تجنب التشهير بجميع أشكاله وصورة . ثالثاً : في مجال الوقف : 1 / التعاون بين الدول الإسلامية في مجال حصر الأوقاف وتسجيلها وتبادل المعلومات والخبرات في مجال تنميتها واستثمارها . 2 / الحث على تبني خطة متكاملة لحصر الأوقاف وتسجيلها . 3/ إعداد برنامج حاسوبي يشتمل على المعلومات الأساس لكل وقف 4 / استخراج البيانات الخاصة بكل وقف من الوثائق الرسمية . رابعاً : في مجال التجديد في الخطاب الديني : 1/ طرح المشكلات المعاصرة وبيان منهج الإسلام من غير عاطفة ولا عشوائية وإحالة الموضوعات التخصصية إلى أهل الاختصاص فيها . 2/ تجنيب الخطاب الديني الخلافات الفقهية , وفي مسائل الفروع وعدم تخطئة أتباع المذاهب الفقهية . 3/ البعد عن الاجتهادات الفردية في المسائل العامة والمستجدة والتعويل في ذلك الجهود الجماعية للعلماء المعنيين . 4/ التحلي بقيم الإسلام ومبادئه وأخلاقه والسمو بالكلمة استجابة لقوله تعالى : (( وقولوا للناس حسنى )) . خامساً : في مجال الدعوة في مواجهة التحديات : 1/ الاهتمام بالجوانب العقدية في مجال الدعوة وبيان عالمية الإسلامية وسماحته . 2/ إعداد الدعاة وتأهيلهم بما يمكنهم من التعامل مع قضايا العصر ومستجداته . 3/ التنسيق بين المؤسسات الدعوية في العالم الإسلامي والتعاون فيما بينها . 4/ تشريع الأنظمة للعمل الدعوي وتقنيته بما يكفل حرية الدعاة وحسن اختيارهم بحيث لا يكون مجال الدعوة لغير المؤهلين . 5 / تبادل الزيارات بين الدعاة في العالم الإسلامي وتنظيم المحاضرات وتبادل الكتب العلمية النافعة . سادساً : في مجال حوار أتباع الأديان والثقافات : 1/ الحوار منهج إسلامي يسهم في تحقيق المصالح العليا التي دعت إليها الشريعة الإسلامية . 2/ التوافق على منهج واضح للحوار وتحديد موضوعاته ومرجعيته وأن يكون مؤسسياً وفي جو من الندية والتكافؤ . 3/ أن يكون الحوار في المسائل الإنسانية المشتركة مثل قضايا حقوق الإنسان , والحفاظ على القيم الأخلاقية والأسرية وحماية البيئة ومعالجة قضايا الفقر والمجاعة والعوز . 4/ أن يكون الحوار بما يشيع المشترك الإنساني ويحقق مبادئ العدالة واحترام حقوق الإنسان . 5 / إسهام سفارات الدول الإسلامية في موضوعات الحوار ونقل الصورة النقية الصافية للإسلام والتعريف به واختيار الكفاءات المؤهلة لذلك . سابعاً : في مجال الوسطية منهج وحياة : 1/ الإسهام في تأسيس الوعي الوسطي ونشره بين أفراد المجتمعات الإسلامية . 2/ دعم المؤسسات والمراكز العلمية التي تنشر الوسطية والاعتدال في المجتمع العالمي . 3/ التعاون مع القنوات الفضائية والوسائل الإعلامية في نشر الوسطية والاعتدال ودعم البحوث العلمية في هذا المجال . ثامناً : في مجال التنصير : 1/ حث الدول الإسلامية للعمل على سن التشريعات المحلية والإقليمية والدولية التي تجنب المجتمعات مخاطر تفكك جبهتها الداخلية وتمنع إثارة الفتن وبث الشبهات والشكوك واستغلال فقر وجهل بعض المجتمعات . 2 / إنشاء مركز معلومات يناط به دراسة التحديات والمخاطر التي تواجه الأمة وتعرض أبناءها لخطر التنصير . 3/ إنشاء صندوق وقفي لتقديم المنح والمعونات التعليمية التي تسهم في تحصين أبناء المسلمين . 4/ إنشاء قناة فضائية تعليمية دعوية مشتركة بين الدول الإسلامية وتكون باللغات العربية والإنجليزية ولغات العالم الإسلامي .