أمي، عواطف بنت حسن ناغي (71 عاماً)، أتمت حفظ القرآن الكريم بعد رحلة عشرين عاماً من المثابرة والاجتهاد. رسالة كتبها ابنها، د. علاء عبدالحميد ناجي في سطر واحد من ملايين السطور في تويتر ولكنها تحمل الكثير من العِبَرِ والفِكَرْ. سطر واحد لكنه يحمل في ثناياه مجلدات عن الصبر والاجتهاد والإيمان وقوة العزيمة. سطر واحد يحمل عبق الزهر و الرياحين. سطر واحد، سُطِّرَ في سنين. سطر يلمع كالذهب وله بريق الجواهر. سطر واحد لكنه كتب بماء العين. في زحمة هذه الحياة، وفِي وسط كل هذا الزخم الإعلامي والرقمي الغث الملئ بالتفاهات والسخافات الذي يشعرنا بأن التفاهة هي القاعدة والقانون والعنوان فيخيم علينا الإحباط والملل والقرف، يطل علينا هذا الخبر كضوء يلمع من بعيد فيبعث الأمل في نفوسنا. مهما طال ليلنا وإشتد ظلامه، لابد للفجر أن يطل علينا فيبدد هذا الظلام من حولنا فهاهي عواطف وأمثالها تثبت لنا أن الدنيا بخير وأن التفاهات وإن طفت على السطح فان اللآلئ قابعة في قاع البحر وتحتاج لغواص ماهر كي يخرجها وإلى صانع بارع يصقلها. لاشئ يشحذ هممنا ويشعل جذوة الحماس في نفوسنا مثلما يحصل عند مصادفة إنسان ناجح عالي الهمة والطموح، لا يرضخ للظروف ولا يتوقف عند سقف ما، بل كلما جاوز مرحلة، مضى حثيثاً لما بعدها. حقيقة لم أدري ماذا يجب علي أن أصنع وماذا أقول في حق هذه السيدة الفاضلة التي جاهدت نفسها بعد أن بلغت الخمسين من عمرها وإجتهدت أيما إجتهاد و قاومت كل مايمكن أن يحبطها وكل مايمكن أن يلهيها عن هدفها السامي حتى كان لها ما أرادت. لقد شعرت عند قراءتي هذا الخبر بسعادة غامرة فلا مستحيل في هذه الحياة طالما تسلح الإنسان بالإصرار والعزيمة ولَم يستسلم لليأس والإحباط. إن من يضع هدفاً نصب عينيه ويسخر كل شئ لذلك الهدف ويعمل جاهداً لتحقيقه فلابد أن يصل إلى مبتغاه. أمثال هذه السيدة الفاضلة وهم في ظني كثير، هم من يستحقون أن يبرزهم الإعلام ليكونوا القدوة لنا بدلاً من التافهين والتافهات والراقصين والراقصات. هنيئاً لك يا أم عادل وكثر الله من أمثالك فأمثالك هم الملهمون لنا ومن ينير لنا الطريق. بارك الله فيك وفِي أمثالك. وفِي ذلك فليتنافس المتنافسون.