فوجئت ببرودكاست يصلني من إحدى الفتيات تسخر فيه من إحدى القنوات الفضائية التي تحظى بمشاهدة عظمى من شريحة خاصة بالمجتمع .... يظهر البرودكاست شريط المحادثة وقد بدا في أحد سطوره سؤالاً خادشاً للحياء متنصل عن أدنى درجات الأدب واللباقة التي قد يتميز بها الإنسان ... والسؤال الخادش مررته إحدى الفتيات الساقطات ... وعندما أنسب السقط للفتاة فإن السؤال يحمل في طياته تعرية واضحة لجميع الفضائل والأخلاقيات التي قد تتصف بها أية فتاة مسلمة ملتزمة بأخلاقياتها ودينها وتتصف بالرصانة , لا سيما عندما تنطلق من هذه الشريحة المشهود لها بالتدين!!! والسؤال هو : كيف سمحت الفتاة لنفسها أن تسقط إلى الهاوية وتجرد حياءها وتطرح استفساراً كهذا إذا كانت من تلك الفئة التي تتلحف العفة والفضيلة وتتخذهما مبدأ ونبراساً لحياتها ؟؟ أما القناة التي يبدو أن صاحبها ومسؤول الكنترول وبرأيي الطاقم الفني المسؤول عن أشرطة المحادثة برمتها التي تتراقص يمنة ويسرة فاسحة المجال لشتى أنواع السقط والفحش الكلامي والاستهزاء بمشاعر المشاهد لم يصدقوا خبراً فليست المرة الأولى أو الثامنة أو الأخيرة التي يتم تمرير هذه المهازل والمهاترات الفارغة التي تدل على تهاوي بعض الثقافات النسائية السعودية وانزلاقها وتعلقها بالسفاسف ... وشريط المحادثات النسائية الذي أقرب ما يكون إلى ( شاي الضحى ) بات متنفساً سهلاً لهؤلاء الثلة من النسوة اللاتي لا هم لهن سوى الاستفسار والتعلق بالتفاهات ... والقناة (الفضائية ) المتألقة في الأوساط المتشددة يبدو أن ظاهرها التدين والعفة وباطنها التفاهات والانحدار الأخلاقي لدأبها على إظهار مثل تلك التفاهات والسماح بتمريرها دون أي قيود إذ يبدو أن أحد سياساتها وأهدافها استقطاب هذه الفئة عن طريق السماح بتمرير تلك النقاشات والأسئلة الملتهبة!!! سيصف البعض خطابي أنه هجوم مغرض على قنوات نزيهة فاضلة!!! وأنني أسعى دائماً الى أمركة وتغريب المرأة المسلمة كما تم وصفي مؤخراً في رسائل الفيس بوك!!.... حسناً إذا كان ذلك ما قلتموه فمن سينصفني أمام الأمم الأخرى إذا تم وصفنا على أننا أقوام تتعلق بالقش ولا هم لها سوى السفاسف وأن الغالبية محتقنات جنسياً ولا هم لهن سوى الرجل والإفراط في إرضاء غرائزه وكأننا جواري تم برمجتنا آلياً كي نكون أجساداً آلية يحركها الرجل ...... فلا ألبس ولا أشرب ولا أنام ولا أعمل إلا كما يريد هو ووفقاً لأهوائه ورغباته ونزواته .... قد قيل قديماً: (إن لم تستحِ فأفعل ما شئت) وهذا ما فعلته تلك الفتاة حينما سمحت لنفسها بتمرير هكذا سؤال لأنها ومثيلاتها قد اعتدن على العيش بأقنعة تخفي ظاهرها ما يدور في باطنها وإن حلت ضيفة على الإنترنت أو امتلكت حساباً هناك أو أرادت المشاركة في الأجهزة الإعلامية الأخرى فالاسم والصور و المعتقدات جميعها مزيفه ولا تجرؤ على إظهارها لتظل في تخبط كامل حول هويتها وقناعاتها التي تم أدلجتها سابقاً على أن الظلام هو الحل ......