قواعد الصحافة والإعلام عالميا هي ثلاث : الخبر والصورة والرأي , وكل منهم له قوانين ونظم ومبادئ يجب احترامها وتطبيقها دون استثناء . فقد سال حبر يراعي عن هذا الموضوع عند قراءتي لمقال الكاتب والأديب الأستاذ عبدالله عمر خياط في زاويته " مع الفجر " في جريدة عكاظ 2 من جمادي الآخر 1439ه تحت عنوان " دندنة الصحافة " . يعرف الخبر الصحفي على أنه وسيلة لنقل المعلومات والحقائق الجديدة والآنية الحدوث ، وينقل بطريقة موضوعية تتعلق بالواقع الذي يعيشه الأفراد ، ويهتم بقراءته أعداد كبيرة من الجماهير . هناك شرطان أساسيان عند كتابة الخبر الصحفي وهما مراعاة الدقة فيجب أن يتميز الخبر بالأمانة والمصداقية عند نقله ، والاهتمام بأدق تفاصيله دون إهمال أو التغيير لأي حدث فيه أو قيام الصحفي بإضافة أحداث وهمية وغير موجودة على أرض الواقع . أما الشرط الثاني هو مراعاة الموضوعية والابتعاد عن الآراء الشخصية للصحفي . وفي الحالات التي ترغب الصحيفة نفسها بالتعليق على ذلك الخبر ، يجب أن يكتب بجانب الخبر ، مع مراعاة عدم كتابته ضمن نص الخبر . اليوم بكل أسف هذان الشرطان لا يحترمان من قبل بعض الصحفيين فنجد الكثير من المبالغة والتعليقات في نشر الخبر بالخط العريض على الصفحة الأولى دون احترام لأهمية وصحة الخبر فيصبح " الخبر المزيف " . وصل بنا الحال في الصحافة العالمية والمحلية بالخبر المزيف إلى حد أننا أصبحنا لا نستطيع أن نفرق ما بين الخبر الحقيقي من الخبر المزيف بسبب ضياع أهمية الخبر . القارئ يصف الخبر أنه حقيقي إن كان في صالحه ومزيف إن كان ضده مثل ما يدعيه أحد رؤساء الدول العظمى اليوم . وتعتبر التغطية الإخبارية للأحداث والوقائع المادة الأولية للوسائل الإعلامية في تعاملها مع المتلقين ، وإحدى أهم الركائز والأدوات المهنية الرامية لترسيخ علاقة الترابط بين المستهلكين ووسائل الإعلام ، وباتت عملية إنتاج الأخبار وتوزيعها تشكل صناعة ضخمة تتطلب توفر إمكانات هائلة ، ويدا عاملة محترفة ، واستثمارات ثقافية وعلمية غير محدودة ، تسخر كلها لتوجيه الرأي العام وتشكيله وفق مراد الوسيلة الإعلامية من التركيز على نوع من الأخبار وتضخيمها مقابل إهمال أحداث أخرى وتقزيمها . أما كرامة الرأي تعد علما وفنا ، والمقالات المتميزة ، ليست مقالات وقتية مستهلكة تقرأ مرة واحدة وتهمل ، بل هي أفكار متميزة وجادة تصلح للقراءة والاستفادة منها عدة مرات . والصحف المتميزة لا تدفع كتاب الرأي لديها لاختيار وقبول أي فكرة للكتابة عنها ، فقد يتوقف الكاتب عن كتابة مقاله لأسبوع أو أكثر من أجل اختيار فكرة وموضوع متميز ومؤثر . فالخبر مهم والرأي مكرم . للتواصل (( [email protected] ))