حاولت جاهداً هذا الأسبوع ان أَجِد شيئاً مبهجاً لأكتب عنه كالعادة ولكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن. لقد كان الأسبوع الماضي شاقاً ومضنياً فجعت فيه بفقد أخي وصديقي الأستاذ صبري أبو زنادة رحمه الله وكذلك فجعت في نفس التوقيت حين أبلغني أخي وصديقي المهندس عمر بنان بوفاة زوجته رحمها الله وأنزل السكينة على أهلها وزوجها وأبنائها. موقف عصيب، أن تكون بعيداً ولا تستطيع الوقوف بجانب من تحب في محنتهم. أحسست لفترة من الوقت بعدم الإتزان وأخذت أفكر في هذه الحياة، كم تقسو علينا وكم تعطينا ونحن بين هذا وذاك نسعى جاهدين لنوازن ونرضى بما نأخذ وما نفقد. نعم نحن دائماً في لعبة التوازنات وكم نسقط ثم نعود للوقوف مرة أخرى ونحمد الله على ما أعطانا ونحتسب الأجر فيما فقدنا. وتذكرت حينها لعبة البرميل. كنت في زمن مضى أستطيع الوقوف فوق البرميل ودحرجته وتوجيهه وهذا لا يمنع أنني وقعت مراراً وأصبتُ كثيراً إلى أن أتقنتُ اللعبة وأصبحت قادراً على القفز من فوق البرميل في الوقت المناسب كي لا أسقط.ثم كبرت قليلاً وأصبحت لعبة التوازن أصعب وشتان بين ما أريده ومايجب أن أفعله. وهكذا كل ما تقدمت في العمر زادت دوائر العلاقات وزاد عدد المتغيرات في المعادلة وأصبحت لعبة التوازنات أكثر تعقيداً وأصبح الحفاظ على التوازن في بعض الأحيان ضرباً من الخيال فلابد من القفز والتوقف لإلتقاط الأنفاس أو يكون السقوط حتمياً.وتستمر الحياة، ولا بد أن أصعد مرة أخرى على ظهر ذلك البرميل وأبدأ بالتدحرج من جديد على أمل أن أكون في الإتجاه الصحيح هذه المرة وأن أحافظ على توازني أطول وقت ممكن. أسأل الله الرحمة لمن غادرونا ورحلوا عنا وأسأله جل وعلى أن ينعم علينا بالرضا بقضائه ويجمعنا بهم في مستقر رحمته. إلهي وقد ثَقُلَتْ عليّ ذنوبي أنتَ الحليمُ وأنتَ سِتْرُ عيوبي رضيتُ إلهي بما قسمتَ قناعةً فَنَوِّرْ إلهي على الصراطِ دُروبي قني العذاب برحمةٍ وسعت وما ضاقت، لتشملني برغم ذنوبي وصلِّ على المختارِ، ربي رحمةً بها النجاة إذا ضللتُ دروبي