شاءت الظروف أن أسير في نفس الطريق الذي كنا نسير فيه ..أنا وهو ..؟ ( صديق عمري) وعشرات من الزملاء الذين رافقوني في رحلة البناء والعمل والإنجاز والنجاح ..وأخذت الذكريات تتراقص أمام عيني ..بالأمس كنت أنا من ينظم ويستقبل الضيوف والزملاء وهم يزورون معشوقتي ..اما اليوم فهم يستقبلونني وانا ازور محبوبتي .. ودون وعي مني .. ذرفت دمعة ..فرحا وحزنا .. حزنا علي فراقها وفراق صديق عمري.. وفرحا لأنني سألتقي بها مرة اخرى .. وانا اقترب منها رأيت طلائعها .. وقد عادت بها السنين الي الوراء .. رأيتها متألقة وأكثر جمالا وشبابا .. لم أجرؤ علي حضنها وتقبيلها ..لانني عندما سأفعل ذلك سأقفل عيني ..؟! فارتضيت ان اشبع ناظري من رؤيتها وهي في حلتها الجديدة وعنفوان شبابها .. وأكتفي بقبلات واحضان من كرموني ودعوني لاقضي احلي لحظات عمري انظر في مقلتيها واعيش في حماها. لقد افترقنا منذ زمن بعيد ..يعد بالسنين ..وكنت اعاني لوعة الحب والم الفراق ..الا انها فاجأتني ..انها لا زالت علي العهد باقية .. ولا زالت تحتفظ بذكرياتنا .. ايام كنا في بداية علاقتنا .كنا نسير معا .. ونجري ونقفز معا ..ونبكي ونفرح معا ..ونلعب ونلهو معا .. وكنا نكبر معا .. وقالت لي لا تخف انا لا زلت احبك واعشقك ..وسأحافظ علي كل الوعود والعهود التي بيننا ..كيف انساك ..وكيف اتنكر لك وانت سبب سعادتي ونضوجي واخذتني من يدي .. وطافت بي في اجواء الاحلام.. والحقائق والارقام .. واستعرضت ما حققته من نضوج وتقدم وتطور .. وقالت لي انها محظوظة لان من يرعاها ويحافظ عليها هم شباب مثلما كنت انت في بداياتك ..حملوا الراية وانطلقوا بي نحو آفاق بعيدة .. فسألتها .. ولكن كيف لي ان اصدقك ..فقالت لي انظر حولك ..ستري ..ابنتي الشابة اليافعة ..هي في عمر الزهور ..تقف شامخة متألقة منطلقة بكل ثقة نحو الحياة .. فنظرت الي يمينها ..فاذا بها صارخة الجمال اخاذة ..وبهرت بها .. وسألتها عن اسمها ..فقالت لي اعرف انك تعشق الاجواء وتحب الطيران ..فلذلك اطلقت عليها .. فلاي اديل .. FLYADEAL . وهنا مرة اخرى لم استطع ان اتمالك نفسي ..واردت ان احضنها واقبلها .. ولكن ارتضيت ان اصفق لها حتي لا اغمض عيني.. وتفوتني لمحة منها. .كان قلبي يرقص فرحا بابنتها . وسألتني والدموع في عينيها ..اين صديق عمرك ..فقلت لها من ..فهم كثر .. وجميعهم موجودون هنا ..ولكن كانت الدموع تنهمر من مقلتيها ..وتهدج صوتها تسأل عن من احبها مثلي ..ونافسني وشاركني عشقي لها ..وافني حياته من اجلها ..ولم تترك فرصة لي كي اجيبها ..وقالت لي ..صديقك .. وحبيبي ايضا .. الاستاذ فريد احمد عبدالباقي ..وهنا تحشرج صوتي وقلت لها ..رحمة الله عليه فقالت لي ..ومن ينساه ولا يعرف حقيقة حبنا. وفي هذه اللحظة احاطني زملائي واصدقائي ورفاق الدرب واغرقوني بالاحضان والقبلات الصادقة الصافية النابعة من قلوبهم النقية. وقالوا لي .. لقد ازف الوقت وعلينا الذهاب .. وتسمرت في مكاني لا استطيع الحراك ..ونظرت اليها طويلا ..وكل نظرة فيها الف سؤال فقالت لي اطمئن ..سأعمل علي كل ما يرضيك سأجوب الاجواء والعالم وارفع راية حبنا واعمل علي ارضاء كل من يختارني ويحبني ويرافقني ..اما من يخدمني فسأوليه كل الحب وارعاه واوفر له الامان واجعله سعيدا في حياته ..تماما كما تتمني .. ورمقتني بنظرة حب ووداع وقالت لي هيا انطلق ولا تجزع سنلتقي مرات. مرات ..باذن الله واعدك انني لازلت علي عهود الحب فيك باقية. هذه ياسادة هي الخطوط الجوية العربية السعودية .. معشوقتي .. التي دعت مئات من رواد السعودية المتقاعدين للم الشمل ..واعترافا من قادتها بالجميل.. ووفاءا وتكريما لكل من ساهم في بنائها علي مر الازمان والعصور. تحية صادقة للمهندس صالح الجاسر مدير عام السعودية ..وتحية لكل من فكر وخطط وساهم في اقامة هذا الحفل الرائع ..وشكرا لكل الزملاء الذين حضروا هذا اللقاء لتجاوبهم واستجابتهم لتلبية الدعوة .. ودعاء من القلب بان يحفظ المولي عز وجل ويرعي ويوفق القائمين علي ادارة مؤسستنا العملاقة .