في سنوات مضت كانت عبارة ( حسِّن خطّك ) أسهل ما يكتبه بعض المعلمين عند تصحيح واجبات طلابهم ، وفوق ذلك تتكرر مع كل واجب ولمعظم الطلاب تقريبا طوال الأعوام ! دون أن يجهد أولئك المعلمين أنفسهم بتعليم طلابهم طريقة الكتابة السليمة أو وضع آلية لتحسين الخط بكيفية مسك القلم ورسم الحرف وتعليم المهارات. وأصبحت عبارة حسن خطك بمثابة كليشة يضعها المعلم سابقا مقرونة بتوقيعه ، وكأنها جزء من مهامه في تعليم طلابه ، ودون أن يحرص على كتابة نماذج واضحة أو مظللة أو منقطة في كراس الطالب .. لمحاكاته لتعلم مهارات الخط . ومع ذلك يبقى الطلاب على طريقتهم و بنفس مستواهم وتستمر عبارة المعلمين التي يذيلون بها صفحات واجبات طلابهم . ومع أن الخط العربي فن في حد ذاته بأنواعه النسخ والرقعة والفارسي والثلث إلى جانب الكتابة الفنية والهندسية والمورقة التي تزين بها بعض الأعمال والمشغولات … والتي تكتسب عن طريق التدريب المهاري . فهنا لا بد من لمسة للمعلمين أولا حتى يصل الطلاب إلى الهدف المطلوب . وما نخشاه أن يتكرر ذلك الأسلوب في تعليم الطلاب في مدارسنا ، ليس في الخط فقط ولكن في بقية المواد بجملة حسن مستواك !! والتي لن تتحقق أبدا ما لم يباشر المعلم الطريقة والأسلوب في تجاوز الضعف وتحسين المستوى ، وإلا ظل الطالب كما هو وبنفس المستوى . ولأن من واجبات المعلم تعليم الطالب كيف يتعلم فإن المتابعة التربوية الواعية هي التي تؤدي للوصول إلى ذلك الهدف الرفيع . لكن من المؤسف أن يتحمل البيت مسؤولية التعليم وينحصر دور بعض المدارس في إجراء الاختبار ، وهذا أمر يستدعي وقفة وزارة التعليم ، فليس كل بيت قادر على التعليم وإن كان هذا ليس من واجباته في الأساس . ومن المؤلم حقا أن تجد معلما يضع صفرا لطالبه في اختبار المادة ، لأن هذا يعطي مؤشرا لنقص متابعة ذلك المعلم أولا وأخيرا . وأذكر أن إحدى المدارس أرسلت ورقة إجابة أحد طلابها لولي أمره للتوقيع بالاطلاع على درجة ابنه التي حصل عليها وهي صفر من مائة . فكتب ولي الأمر هذا الصفر هو ما أتى به ابني من البيت فماذا قدمتم له في المدرسة . ليختصر شرحا يطول عن دور المدرسة تجاه الطلاب وتعليمهم . فليت وزارة التعليم تتبنى مضمون هذه العبارة ليرتقي التعليم ويتعلم الطلاب بصورة تحقق الأهداف المنشودة .