النجاح الكبير الذي حققته حكومة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين في موسم حج هذا العام ليس مستغربا ، بل هو ديدنها في كل عام . وهو رد عملي على كل المشككين الذين يحاولون أن ينتقصوا الجهود العظيمة ويقللوا من المنجزات الكبيرة . فحكومة المملكة بقيادة الملك سلمان بن عبد العزيز لا تنظر بأنها تقدم مجرد خدمة بل تؤدي واجبا وعلى أكمل وجه . وهذا دأبها منذ عهد مؤسس هذا الكيان الكبير مرورا بعهود أبنائه الملوك البررة من بعده .. حيث تأتي خدمة الحرمين الشريفين في مقدمة اهتماماتهم وأعلى أولوياتهم ، ترجمة حقيقية لاسم تشرف به الملوك السعوديون ! فخدمة الحرمين هو العمل الجليل الذي سبق أي تسمية أخرى لملوك آل سعود ، لأنهم يستشعرون معنى الاسم وعمق المعنى . فالحرمان الشريفان لم يشهدا توسعة عبر تاريخها الطويل كما حدث في عهد هذه الدولة المباركة ، كما أن مشاريع التطوير في مكةالمكرمة والمدينة المنورة لم تتوقف ساعة بل هي حالة مستمرة ، بحثا عن أفضل سبل الراحة لحجاج بيت الله والمعتمرين والزوار لمسجد رسوله عليه الصلاة والسلام . ومن يعرف مدينتي مكة والمدينة قبل عقود وينظر إليها الآن يعرف الفرق الهائل بين ما كانت فيه وما أصبحت عليه من تقدم مذهل في جميع النواحي ، ويدرك حجم ما أنفق من مئات المليارات من الريالات من أجلها وأجل الوافدين إليها . وقبل ذلك الأمن غير المسبوق لضيوف الرحمن الذي لم تعرفه أي دولة حكمت مكة من قبل . ولم يكن ذلك ليتحقق لولا الإيمان والحكمة والبصيرة والقوة في تطبيق الشريعة والحزم في الأمور والعزم لمعالجة المواقف حتى استقر الأمن وساد ، ليس في تلك المدينتين المقدستين ولكن في كافة أنحاء البلاد ولله الحمد . وأصبح الأمن سمة للسعودية يضرب بها المثل . يأتي الحاج في جو آمن ويؤدي مناسكه بكل روحانية وطمأنينة ويعود إلى دياره وقد نعم بهذا الأمن الوارف وبما وفرته الحكومة الرشيدة من تسهيلات ، والتي أثبتت نجاحا منقطع النظير في إدارة الحشود الكبيرة التي تلتقي في مكان واحد وتتحرك في وقت واحد وتسير بحركة واحدة !! فتجد طرق الترتيب وسبل التنظيم في مساراتهم ومركباتهم ومساكنهم وإعاشتهم وكذلك في معالجة المرضى والمنومين ومتابعة أمر المتعبين منهم وإرشاد التائهين ، هيأت المصحات والمستشفيات المتنقلة والآلاف من سيارات الإسعاف المجهزة وآليات الدفاع المدني الجاهزة ، وحشدت مئات الآلاف أيضا من رجال الأمن العسكريين والموظفين المدنيين والكشافة والمتطوعين يتشرفون بخدمة ضيوف الرحمن وتسهيل أمورهم حتى يؤدوا فريضتهم ويعودوا إلى بلدانهم سالمين غانمين . وقد سمعهم العالم وهم يتحدثون بكل صدق وعفوية عبر وسائل الإعلام المختلفة يثنون على هذه الدولة الموفقة ويلهجون بالدعاء لحكامها المسددين على ما وجدوه من عناية ورعاية فاقت كل التوقعات ، استحقت معه المملكة التهنئة على هذا النجاح العظيم .