المعلم عبدالله أبو سداح، رجل من أصول أفريقية، كان يسكن حارة النزلة المعروفة بجنوب شرق جدة التاريخية، اشتهر العم أبو سداح في مدينة جدة التاريخية بكونه أشهر "مطهر" للصبيان(وهو الذي يقوم بإجراء عمليات الختان لهم)، وقد كان قاسي الملامح، حازماً، جاداً، مرعباً للأطفال، وإلى جانب عمله هذا فقد كان أبو سداح جزاراً يذبح المواشي في المناسبات والأعياد، وزاد على ذلك أنه كان يعمل مزيناً أي حلاقاً متنقلاً بشنطته في منطقة الخاسكية على وجه الخصوص، وكان يكره الحلاقة الجميلة أو العصرية إن صح التعبير، وتطويل الشعر وعمل "شوشة" أو تقليعات حلاقة جديدة، ويصر على حلاقة "ظلبطه" على الموس، فتغدو رأس الزبون لامعة عاكسة للضوء ، والتي كان يعتبرها البعض في مدينتنا العريقة تدل على شيء من "المرجلة" والجدية التي تليق "بالرجاجيل"!! وقد شارك أبا سداح في مهنته هذه ابنه فرج أبو سداح، ولم يكن بشهرة وصرامة أبيه، ولكنه حاول تقليده والدخول في "كاره" وصنعته فلم يحسن ولم يستمر طويلاً. رحم الله العم ابو سداح، الرجل العملي الجاد، وحلاق ومطهر جدة التاريخية الأشهر والأكثر قرباً من أهالي المدينة البيضاء الحالمة بين بحر الطين وبخر العيون.. وزمان يا جدة.. وزمان يا أبا سداح.. يامطهر الملاح