عواصم- وكالات رفض الاتحاد الأوروبي طلب بريطانيا إجراء محادثات موازية لاتفاق الانسحاب حول "العلاقة المستقبلية" حتى يتم تحقيق "تقدم كاف" في اتفاق الخروج. ويسعى الاتحاد للحفاظ على وحدته بينما يواجه للمرة الأولى انفصال أحد أعضائه البارزين منذ تأسيسه قبل 60 عاما. وقال الاتحاد في مشروع "توجهات المفاوضات" الذي أعده رئيس المجلس الأوروبي أنه يمكن أن يباشر "محادثات تمهيدية" حول "العلاقة المستقبلية" قبل انسحاب بريطانيا بالكامل. لكنه يشترط لذلك تحقيق "تقدم كاف" في اتفاق الخروج وأن الأمر لن يتعلق سوى ب"محادثات تمهيدية". ولإزالة الغموض الذي يلف المرحلة بين خروج بريطانيا وتوقيع اتفاق حول العلاقة المستقبلية خصوصا على الصعيد التجاري، فإن الدول ال27 الأعضاء مستعدة لاتخاذ "إجراءات مرحلية"، بحسب الوثيقة. وأعلن رئيس المجلس الأوروبي ورئيس وزراء بولندا السابق دونالد توسك "إنه الطلاق الأول لي وآمل أن يكون الأخير"، مضيفا أن الاتحاد الأوروبي سيلتزم بمبادئ خلال المفاوضات التي يأمل ألا تشهد مواجهات. وقال توسك في مؤتمر صحافي في فاليتا عاصمة مالطا إن "الاتحاد الأوروبي لم ولن ينتهج سياسة عقابية. فبريكسيت عقاب بحد ذاته". ويريد الاتحاد الأوروبي التأكيد على وحدته بينما يواجه انفصال أحد أهم أعضائه في حدث هو الأول من نوعه منذ تأسيس الاتحاد قبل 60 عاما. وسيتم إرسال توجيهات توسك إلى قادة دول وحكومات الاتحاد الأوروبي ال27 التي يمكن أن تقترح إجراء تعديلات عليه قبل قمة خاصة مقررة في بروكسل للمصادقة عليه في 29 نيسان/أبريل الحالي. ودعا مشروع التوجيهات إلى "مقاربة تدريجية" تعطي الأولوية لانسحاب منظم يحد من البلبلة التي سيثيرها عند إنجازه في آذار/مارس 2019. ويتصدر مصير نحو ثلاثة ملايين أوروبي يعيشون في بريطانيا ومليون بريطاني في الاتحاد الأوروبي جدول أعمال المسؤولين. كما يخيم هاجس "فاتورة الخروج" التي سيتعين على بريطانيا تسديدها والمقدرة بنحو 60 مليار يورو، بالإضافة إلى الحدود بين إيرلندا الشمالية وجمهورية إيرلندا. وجاء في مشروع التوجيهات أن "(قادة) المجلس الأوروبي، سيراقبون التقدم عن كثب لتحديد متى يتم تحقيق تقدم كاف يتيح الانتقال إلى المرحلة الثانية من المفاوضات".ومثل هذا القرار يمكن أن يصدر بحلول نهاية العام، بحسب مسؤول أوروبي كبير. كما شدد الاتحاد الأوروبي على ضرورة إنجاز بريكسيت قبل التوصل إلى اتفاق تجاري. إلا أنه أبدى في الوقت نفسه، انفتاحا أمام اتفاق مرحلي بعد بريكسيت قبل اتفاق نهائي غير متوقع قبل سنوات، لكن يجب أن يكون بموجب القوانين الأوروبية ومحكمة العدل الأوروبية. وأعرب الاتحاد الأوروبي بحسب الوثيقة عن "استعدادها لمواجهة كل الاحتمالات في حال فشل المفاوضات". مرتبط