أنصف الشرع المرأة وكرمها وجعل الوجود الإنساني مرتبطاً بوجودها فهي النصف المكمل للرجل، وعليه لا قيام للحياة بدونها قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} . لقد منح الإسلام المرأة حقوقها كاملة وخصها بالعناية والرعاية وحفظ عليها دينها وميزها بالعفة والحياء والطهر..لكن هناك زوابع تُثار بين الحين والآخر تسعى إلى العبث بالنفوس المطمئنة لتكدر صفوها وتخدش قيمها وتجعل من مبادئها عادات بالية لا يمكن تطبيقها في زمان يلهث من أجل رصد العثرات وتصيد الأخطاء!! . ما يثير الدهشة بأن هناك قضايا جوهرية تمس المرأة بشكل مباشر والكثير منها تنغص حياتها وتفتك بسعادتها وتجعل منها ريشة تعصف بها الرياح ومع ذلك تظهر الأولوية في المطالبة بقيادة السيارة كأحد الحقوق التي تستميت عليها المرأة في مجتمعنا!! وكأن الحياة توقفت هنا!! أو أن البداية من هنا!! . أين حق المرأة في زيجات تتعدد مسمياتها من مسيار إلى مسفار إلى وناسة ووووووو..... الخ لينتهي زواجها بانتهاء متعة الزوج ؟! أين حق الحفاظ على كرامة المرأة وحق اختيارها الزوج المناسب وحق حصول أبنائها على الجنسية في حال ارتباطها بزوج أجنبي وحقها في حسن معاملتها ومعاشرتها بالمعروف مع زوج يتعمد إهانتها وشتمها وضربها أمام أبنائها!! وأين حقها ضد العنف اللفظي والجسدي الذي تتعرض له !! وأين حقها حين تعرضها للتحرش الجنسي وعقوبة مرتكب تلك الإساءة !! وأين حقها في العمل في الوقت الذي تتقلد مثيلاتها مناصب قيادية حيث أصبحنا سفيرات يمثلن بلادهن في المحافل الدولية وهي ما تزال حتى الآن في شد وجذب أيسمح لها أن تعمل (كاشير) أم لا ؟ . أين حقها في حرية تصرفها في ذمتها المالية دون تعسف أو إكراه من ولي أمرها ؟ وأين حقها في الرأي العام والمشاركة في اتخاذ القرار ؟ أين ؟ وأين ؟ وأين ؟. إن كل من نَصَّبوا أنفسهم أنصار المرأة باحثين عن حقوقها السطحية ومطالبين بقيادتها للسيارة تنفيذاً لأغراضهم الشخصية في توقيت لا يخلو من الإثارة وسط هالة إعلامية !! نُذكر بأن هناك نساءً يعشن معاناة حقيقية ويصطدمن بالواقع في كل معاملاتهن اليومية فقد سُحبت منهن أبسط حقوقهن الإنسانية!!! لسنا بحاجة إلى الحملات التي تزعزع استقرار أمننا !! ولسنا بحاجة إلى مناضلات بين الحين والآخر تظهر إحداهن للمناداة بحقوقنا !! إننا بحاجة ماسة إلى الوعي ثم الوعي ثم الوعي. قطر: يقولون.. بأن هناك أموراً عندما نحاول حلها قد نزيدها سوءاً حتى ولو كانت نوايانا حسنة، دعها للزمن فهو كفيل بحلها وتوصل إلى سر الحكمة في مقولة (دع البحيرة حتى تسكن). العنوان البريدي: مكةالمكرمة – ص. ب : 30274- الرمز البريدي: 21955 البريد الإلكتروني [email protected] مرتبط