يقول الفيلسوف جوزيف جوبير : "الذوق ضمير الروح " ، والكاتب الروائي فيكتور هيغو يقول : المذاق هو المعنى العام للعبقرية ، أما الفيلسوف ميل بروكس فيقول : " سوء الذوق هو ببساطة قول الحقيقة قبل أوانها" . من الذوق أن تحترم مشاعر الآخرين وتشعر بآلام المستضعفين ، وتتحلى بالمروءة وتمارس الشهامة مع كل طارق باب أو عابر سبيل .والذوق أيضاً يحتم عليك أن تتقبل كل من يختلف معك في الرأي والعقيدة ، وأن تراعي القوانين والأعراف الاجتماعية السائدة ، ولتعلم أن شكر الآخرين على أية خدمة أسديت إليك ، والوقوف مع الجماعة في الطابور ، وإماطة الأذى عن الطريق، وإن عدم ارتكاب المخالفات المرورية ، والامتناع عن رفع أبواق المركبات وإزعاج سكان الحي ، والمحافظة على هدوء المدينة ونظافة الشوارع والطرقات ، هو قمة الحضارة ومنتهى الذوق . ومؤخراً حيث انتشرت ظاهرة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي ، لم يعد هناك خصوصية في الأحاديث ولا سرية للمعلومات .ولا حسن استخدام لأجهزة الهواتف الذكية . فابتعد بعض الناس عن تحقيق الغاية المرجوة من اختراعها ، فأصبحوا ينكبون على هواتفهم النقالة ويقترفون عدة سلوكيات خاطئة ، فمن غير الذوق أن ترد على هاتفك بصوت عال أمام مرأى ومسمع من يحيطون بك .ومن غير المناسب أن تتباهى أمام الناس أن فلانا مهما يتصل بك فتصرخ فرحاً لتلبي أوامره ، ومن غير اللائق أن يرن جوالك وأنت في اجتماع هام أو مكان يسترعي الهدوء والانصات ، وليس من الاتيكيت أن تتصفح مواقع الدردشات الالكترونية ، وأنت في وسط المدعوين على شرفك ولم تشاركهم أطراف الحديث . ومما أربك حياتنا أكثر وشتت فكرنا واستهلك جلّ وقتنا ، هو الكم الهائل من الرسائل ومقاطع الفيديو التي تخترق ذاكرة جوالنا يومياً وبدون استئذان ، لتملأه – في أغلب الأحيان – بمحتوى مضلل يحمل عبارات : " كما وردني "، أو " انشروها تكسبوا أجرها" ، أو برسائل تحمل صوراً ودعايات تجارية ليست من ضمن اهتماماتنا .. الذوق هو قيم ومبادئ تتجلى في حسن التصرف مع المحيط الذي نعيش فيه ونتفاعل معه ، وهو اللمسة الفنية التي تبتدعها أنامل الموهوبين بإحساس مرهف وكلام أنيق يسعد الآخرين … يقول الله تعالى: ( إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ*وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ).صدق الله العظيم مرتبط