لا تزال تصريحات نيكولا ساركوزي، أحد المرشحين البارزين في الانتخابات التمهيدية في حزب "الجمهوريون"، والتي قال فيها إن "أجداد الفرنسيين هم الغاليون"خلال تجمع انتخابي الاثنين الماضي بضواحي باريس، تثير ردود فعل واسعة في الأوساط السياسية الفرنسية ولدى المرشحين الأخرين داخل معسكر اليمين ويمين الوسط. ففي تغريدة على حسابه على تويتر، تأسف آلان جوبيه، الذي ترشحه استطلاعات للرأي للفوز بهذه الانتخابات عن "الانحطاط الذي آلت إليه النقاشات السياسية بفرنسا سواء كان في معسكر اليمين أو اليسار" فيما وصف هذه النقاشات "بالعقيمة". وكتب جوبيه:"بالنسبة لي، المشاركة في الحملة الانتخابية لا يعني تقديم تصريحات غير لائقة وغير جدية. فعوض الحديث عن الغاليين، فلماذا لا نتكلم عن المستقبل؟" . ولم يكشف جوبيه عن طبيعة "التصريحات غير اللائقة"، التي تحدث عنها، لكنه ربما كان يقصد تلك التي أدلى بها منافسه نيكولا ساركوزي بشأن الهوية الوطنية و الهجرة وارتداء الحجاب في الجامعات ومشكل اللاجئين في مخيمات مدينة كاليه (شمال فرنسا). من ناحيتها، انتقدت نتالي كوسيسكو موريزيه "خرجات" الرئيس الفرنسي السابق المتكررة حيث قالت:" في الحقيقة، ما يريده ساركوزي عبر تصريحاته العديدة هو أن يخلق جدلا سياسيا في فرنسا. كما يحلم أيضا أن يكون في موقع المرشح الوحيد الذي يتم انتقاده ومهاجمته ". وانتقدت موريزيه موقف الرئيس السابق لحزب "الجمهوريون" الرافض "لأي نقاش بناء يثير قضايا هامة". هذا، وقد أدلى فرانسوا فيون رئيس الحكومة خلال ولاية نيكولا ساركوزي الرئاسية (2007-2012) بتعليق مشابه، إذ قال خلال تجمع انتخابي عقده الأربعاء الماضي بباريس "مهما كانت الأهمية التي يكتسيها النقاش حول الهوية الوطنية، إلا أن هذا لا يجب أن ينسينا ويبعدنا عن المشاكل التي تهم الفرنسيين، وعلى رأسها البطالة ". وجاء الجواب الأقوى من السنغال حيث كان رئيس الحكومة الفرنسية مانويل فالس يقوم بزيارة رسمية، انتقد فيه بقوة تصريحات نيكولا ساركوزي، قائلا :" فرنسا بلد متنوع ومختلط بفضل الهجرة". طبعا نحن مجتمع لديه قيمه الخاصة، لكن في الحقيقة لسنا فرنسيين بفضل الدين أو بفضل لون بشرتنا أووفق أجدادنا بل بفضل التاريخ الذي نتقاسمه جميعا". واغتنم فالس فرصة تواجده في العاصمة السنغالية داكار لينتقد مرة أخرى الخطاب الذي ألقاه ساركوزي في يوليو 2007 أي شهرين فقط بعد انتخابه رئيسا لفرنسا والذي قال فيه إن "الرجل الأفريقي لم يدخل بعد في التاريخ".