يعد مركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة من أبرز مؤسسات العمل الخيري في مجال التصدي لقضية الإعاقة، باعتباره المركز الرائد في المنطقة الذي يُعنى بالبحث العلمي حول الإعاقة واكتشاف مسبباتها، ووسائل تفاديها وعلاجها بمشيئة الله. وخطى المركز خطوات ملموسة في سبيل ترجمة أهدافه انطلاقاً من رسالته " علم ينفع الناس "، وقدم العديد من المبادرات برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – مؤسس المركز – حفظه الله. وفي خطوة تعد من أهم المبادرات الإنسانية التي تشهدها المملكة، وتجسد التزام حكومة خادم الحرمين الشريفين في خدمة ودعم الأشخاص ذوي الإعاقة، وتؤكد على حرص وعلاقة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود – حفظه الله – مع قضايا الإعاقة والمعوقين واحتياجاتهم، التي تمثل جانباً من أولويات واهتمامات شخصيته الإنسانية ورؤيته أيضاً – أيده الله- أعلن -مؤسس المركز- بتاريخ 2 /6 /1431ه الموافق 16 /5 /2010م " الرياض أول مدينة صديقة للمعاق " على مستوى المملكة، وذلك عقب تفضله – رعاه الله – بإقرار "مبادرة برنامج الوصول الشامل"، والتي تبناها مركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة، ثم تلى ذلك إعلان المنطقة الشرقية، ومكة المكرمة، والمدينة المنورة، ومنطقة القصيم، مدن صديقة للمعوقين. وتبنى – مؤسس المركز – حفظه الله – تفعيل هذا الإعلان بالرعاية الكريمة لتوقيع اتفاقيات ومذكرات التفاهم، بين المركز والعديد من الجهات الحكومية، لتطبيق برنامج سهولة الوصول الشامل الذي نفذه المركز بالتعاون مع العديد من الجهات ذات الصلة بالبرنامج، في قفزة نوعية لمسيرة التطوير الحضاري والعمراني الذي تعيشه المملكة، وبالتوجيهات والمتابعة المستمرة من صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز – رئيس مجلس الأمناء- كثف المركز جهوده حتى اكتمل البرنامج الذي سوف يلبي احتياجات المجتمع السعودي في مجال التنقل والاندماج عبر اعتماد معايير عامة تلتزم بها جميع المنشآت بالمملكة. وتخلل سير تنفيذ البرنامج المرور بالعديد من المراحل التاريخية المهمة التي تبناها مركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة، حيث كانت البداية صدور نظام رعاية المعوقين، بموجب المرسوم الملكي بتاريخ 23 /9 /1421ه ، حيث حددت المادة الثالثة من النظام التأكيد على التنسيق مع الجهات المختصة بتطبيق الشروط والمواصفات الهندسية والمعمارية الخاصة باحتياجات المعوقين، في أماكن التأهيل، والتدريب، والتعليم، والرعاية، والعلاج، وفي الأماكن العامة، وغيرها من الأماكن التي تستخدم لتحقيق أغراض النظام، وأن تقوم كل جهة مختصة بإصدار القرارات التنفيذية اللازمة لذلك، كما تم تشكيل فريق العمل لبرنامج الوصول الشامل في العام 2006م، عقب ذلك تم توقيع عقد لوضع الدليل الشامل لمعايير الوصول الشامل بين الاستشاري العالمي والمركز في العام 2007م، وتلى ذلك مرحلة المراجعة والتدقيق للدليل الإرشادي لمعايير سهولة الوصول في البيئة العمرانية، والنقل في البر والبحر، والوجهات السياحية وقطاعات الإيواء، والترجمة للغة العربية في العام 2009م. وفي العام 2010م تم تطوير البرنامج التدريبي والتواصل مع الجهات ذات العلاقة، وقام مركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة بالرفع للمقام السامي الكريم لتبني البرنامج وطنياً في العام 2012م وتوج البرنامج بصدور القرار السامي الكريم رقم (061) بتاريخ 22/9/1434ه بتبني الدولة لبرنامج سهولة الوصول الشامل. وأقام المركز برعاية سمو الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز – رئيس مجلس الأمناء – بتاريخ 16 /4 /1435ه الموافق 16 /2 /2014م ندوة خاصة حول كيفية تطبيق البرنامج ووضع الآليات والأطر العلمية لتطبيقه حضرها العديد من الجهات والهيئات والجمعيات والمختصين في هذا المجال وتناولت شرح الأدلة الإرشادية والتي تم تدشينها إلكترونياً لتصبح في متناول الجميع، كما ناقشت الندوة مفهوم الوصول الشامل ومراعاته للتصاميم التي تخدم الجميع. ويقوم مركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة بالإسهام كشريك استراتيجي ضمن خطة التحول الوطني لكل ما يخدم قضية الإعاقة والمعوقين تحت مظلة وزارة العمل والتنمية الاجتماعية، وبتوجيه من سمو الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني رئيس مجلس أمناء مركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة ، استبقت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني الوقت بإصدارها قراراً لتطبيق جميع مواصفات الدليل الإرشادي، وعدم الموافقة بالترخيص لأي منشأة سياحية أو الفنادق والمتاحف والمواقع التي تنشئها الهيئة، إلا بعد تطبيق جميع مواصفات دليل الوصول الشامل. وألزم قرار مجلس الوزراء جميع الجهات، والقطاع الخاص تهيئة المرافق الجديدة،لتكون وفق مواصفات برنامج سهولة الوصول الشامل، وأن تتحول المرافق القائمة وفق نظام تدريجي، عبر السنوات المقبلة لتحقيق الغاية نفسها، وخاصة منشآت القطاع الخاص، على أن يشمل النظام حالات الإخلاء والطوارئ وكل ما يمس حياة الناس. ويرعى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود " مؤسس المركز" – حفظه الله – بين الحين والآخر جميع المبادرات الخاصة بمركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة، وفي خطوة تؤكد أن شخصيته تحمل قلباً رقيقاً وإنسانية مفرطة جلس – حفظه الله – على كرسي المعاق ضمن برنامج جرب الكرسي ، الذي تنظمه جمعية الأطفال المعوقين، مقرباً المسافات بينه وبين قلوب أصحاب المعاناة، كأرفع شخصية تجلس على الكرسي منذ انطلاق البرنامج، ورسم ابتسامة ارتسمت على معظم الوجوه التي جلست قبله لأنه تسامى بحسه ونظرته ونظره ليشارك أصحاب المعاناة معاناتهم، وقد خص فئات المجتمع والأشخاص من ذوي الإعاقة بعباراته المشهودة حينما قال -أيده الله- "إذا لم نكن في السعودية أول من يعتني بحقوق جميع المواطنين، فمن يعتني بذلك؟ ولا يعقل أن تسبقنا دول لا تنتمي إلى هذا الدين في توفير حقوق المعوقين". وأن تمكين المعوقين حق من حقوقهم، وليس تكرما عليهم، ونحن في السعودية نسعد باهتمام الجميع لترسيخ قاعدة حقوق الإنسان التي قامت عليها الشريعة الإسلامية. وستكون مهمة مركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة تقديم كل ما هو فعّال ومستحدث، من خطط وبرامج تسهم في رفع كفاءة وقدرات أبنائنا من الأشخاص ذوي الإعاقة، ونجعل منهم قوى بناءة لننهض جميعاً بمملكتنا الحبيبة كل في مجاله، وحفظ الله الوطن وأبناءه من كل سوء، ووفق الجميع لكل ما فيه خير البلاد والعباد.