اتمني أن تتم دراسة أنظمة ومستجدات الدول الغربية قبل صدور أية توصيات محلية او قرارت مصيرية يتم إلغاؤها لاحقا بعد أن يتبين فشلها.. فقد باتت (استفادة المسؤولون من خبرات الدول الاخرى) واجبا أخلاقيا تجاه المجتمع يحمي الناس من حماس بعض صانعي القرارات وواضعي الخطط من الذين يحاولون اثبات أنفسهم على حساب التجربة في المجتمع. اتمني مثلا الاستفادة من تجارب الدول الاخرى التي طبقت نظام (بونصات على الانتاجية) فتحولت اداراتهم (من تكيات حكومية الى قطاعات خدمية) لتصبح كالشركات الخاصة.. يلعب فيها (قسم إدارة الموارد البشرية) دور حقيقي في تحفيز الموظفين عن طريق البونصات. ذلك أن (الموظفين الحكوميين في كل دول العالم) مجبولون على التقصير، لأن الطبيعة البشرية لا تجتهد ما لم تحكمها بالثواب والعقاب (بونصات وخصومات / خوفاً وطمعاً) وكلاهما لا يوجد في وزارات وإدارات دول العالم الثالث التي تعتمد على (التحفيز اللفظي او مخاطبة الحس الانساني او الوطني) لموظف يأن تحت جثمان البيروقراطية والروتينية التي قتلت الإبداع والمبادرة الخدمية. ربط الإنتاجية بالبونصات مّكن الحكومات الغربية من زيادة إنتاجية الموظفين بعدد اقل وكفائة اكبر، مما قاد سويسرا مثلاً لمنع المراجعين من دخول الدوائر الحكومية واعتماد البريد المسجل لإنهاء المعاملات باقل عدد موظفين (كفاءة الإدارات الحكومية لتقليص الميزانيات التي يتم هدرها في المراجعات والذهاب والإياب) عكس ذلك بيروقراطية الإداريين في العالم العربي التي تحبس النهضة داخل (صندوق الخيال القديم) الممسك بتلابيب القرارات! ومنع اي دماء جديدة من المشاركة في صنعها! لعل ذلك هو سبب عدم وجود جامعيين في اغلب الدوائر الحكومية! فالقوانين المعطلة المعوقة ذات القاطرات البيروقراطية هي التي تميز دول العالم الثالث عن دول العالم الأول. درجة الدكتوراه، الجامعة الأوروبية، الكونفدرالية السويسرية.