يرى محللون أن عدم الاستقرار النفسي هو العامل الوحيد الذي جمع الرجال الأربعة الذين ارتكبوا هجمات في ألمانيا. قالت مجموعة "كونترول ريسكس" ومقرها لندن في تقرير إن هجوما بفأس وسكين داخل قطار للركاب في بافاريا، وإطلاق نار جماعي في ميونيخ، وهجوم بسكين في ريوتلنغن، وتفجير انتحاري في إنسباخ، نفذت كلها الأسبوع الماضي جنوبي ألمانيا، ولا توجد صلة قوية بينها. وأضافت: "يبدو أن جميع المهاجمين الأربعة كانوا يعانون من اضطرابات في الصحة العقلية نتجت عن خلفيتهم، ويبدو أن زيادة عدم الاستقرار العالمي يجعل من السهل على هؤلاء الناس أن يرغبوا في التعبير عن أنفسهم من خلال العنف"… "كل الجرائم ارتكبت بهدف إذكاء التوترات في البلاد… والإسراع في استقطاب المجتمع الألماني". ورغم المخاوف غير المسبوقة في ألمانيا إزاء وقوع موجة من الأعمال الإرهابية مماثلة لتلك التي وقعت في فرنسا، فإن المحلل البارز ديفيد ليا يرى أن "هناك سببا محدودا للاعتقاد أن الخلية الإرهابية التالية المنظمة والبارعة والتي لديها دافع كبير، ستهاجم برلين". وقالت مجموعة "كونترول ريسكس" إنها تعتبر أن الهجوم الانتحاري الذي وقع في إنسباخ هو أكبر سبب للقلق، لأن المهاجم استخدام عبوة ناسفة متطورة، الأمر الذي يوضح أنه ربما كان له شركاء أو أنه حصل على دعم من شبكة إرهابية. تجدر الإشارة إلى أن المكتب الأوروبي للشرطة "يوروبول" كان قد حذر في وقت سابق من هجمات "الذئاب المنفردة" في ألمانيا التي باتت تمثل خطرا كبيرا على الاتحاد الأوروبي. وقال "يوروبول" في بيان إن الأحداث الأخيرة في فرنساوألمانيا تظهر أن هذا النوع من الهجمات من الصعب للغاية كشفه ومنع وقوعه. وأكد المكتب الأوروبي للشرطة أن "الذئاب المنفردة" لا تزال الاستراتيجية المفضلة لدى تنظيم "داعش" و"القاعدة"، حيث دعا كل من التنظيمين في العديد من المناسبات المسلمين الذين يعيشون في الدول الغربية لارتكاب أعمال من هذا القبيل. وفي العام الماضي، قتل في أوروبا 151 شخصا نتيجة هجوم إرهابي فيما أصيب 350 آخرون، وفق تقرير "لليوروبول" حول تطور الإرهاب في أوروبا، علما بأن التقرير لا يشمل هجمات بروكسل ونيس.