ظهرت في الآونة الأخيرة موضة قذف النساء في وسائل التواصل من اشخاص محسوبين على التدين والمتدينين، ولعلك تذكر قصة التضييق على البائعات المحصنات ممن افترشن الأرصفة… بدلاً من جمع التبرعات لإيوائهن في محلات تستر عورة الفاقة ومرارة الحاجة! يمرون عليهن مصبحين.. غير عابئين ولا مكترثين.. إلا لعينين ذابلتين أبت إلا عزة وكرامة! ظهرتا بخبر ٍعن النبأ العظيم! أن نسائنا اتقي من بعض المُنظرّين العاطلين. فمن كان طبعه تتبع العورات وهتك الأستار.. فسيقرأ الدين من منظوره وشخصيته التجسسية البوليسية! ربما نشيط في العبادات.. ولكن لئيم في المعاملات! ولعل ذلك المقصود من حديث سيد الخلق (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوّجوه) فلا يعرف الفرق بين الصفتين إلا ثلة من الاولين وقليل من الآخرين. فمن كان العنف طبعه ومبتغاه، ووافق التسلط هواه! فلن يري في الموروث سوي غلظة الطبع و حدة السيف.. فيهلك الحرث والنسل مبرراً طبعه وما اشتهت نفسه بالآيات والاحاديث يفسرها على ما وافق هواه. وأما من تخلق بسيرة سيد الخلق رقيق الطبع، سهل المدمع، خجول كالبكر في الخدر.. فستجد مراسيه عند ضفاف (وسعت رحمتي كل شيء/ لست عليهم بمسيطر/ ولا تعتدوا/ ولا تجسسوا) الايات التي ترسم صورة معاملات واخلاقيات المسلمين بعيداً عن التنطع والتسلط. فالتدين لا يغير شخصية الإنسان! وانما سينشر اجمل ما فيك! او يُظهِر أسوء ما فيك! (كُلاًّ نُّمِدُّ هَؤُلاء وَهَؤُلاء مِنْ عَطَاء رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاء رَبِّكَ مَحْظُوراً). لأن الإسلام كالثوب الناصع الذي يأخذ شكل الجسد! فمن كان جسده مشوهاً.. ظهر تشوه تدينه! ومن كان ثوبه ضيقاً.. مال للتقليد وأعرض عن الاستنباط والتجديد! وإن توقف المسلمون عن الاستنباط والتجديد بما يسهل على العباد… فسيتحول الدين تدريجياً لنظام لا يقبل الواقع…حتي يعود الدين غريباً كما بدأ على ايدي تجار الدين المتخصصون في التنفير والوعيد. درجة الدكتوراه، الجامعة الأوروبية، الكونفدرالية السويسرية.