قد لا تكون أهداف المهاجم أنطوان جريزمان، أو اللمحات الفنية لديميتري باييه، هي السلاح الحاسم لفرنسا في بطولة أوروبا لكرة القدم 2016، لكن هاجس تحقيق الفوز بشكل دائم، وصرامة رجل شاب شعره. ولم تقدم فرنسا حتى الآن أداءً مقنعًا خلال البطولة، لكن المدرب ديدييه ديشامب فعل كل شيء بشكل جيد حتى الآن سواء من تغييرات خططية ناجحة أو توجيه لاعبيه من خارج الخطوط في التوقيت المناسب. ورد ديشامب عند سؤاله عما فعله بين شوطي المباراة مع لاعبيه ليحسم الفوز على أيرلندا في دور الستة عشر: "لجأت لاستنهاض همة اللاعبين" ودفع الداهية ديشامب بالجناح السريع كينجسلي كومان بدلا من لاعب الوسط المدافع نجولو كانتي، مع بداية الشوط الثاني ما منح باييه مساحة أكبر وبات جريزمان قريبا من أوليفييه جيرو في الخط الأمامي. وكانت النتيجة تسجيل جريزمان لهدفين وضعا فرنسا في دور الثمانية. ولم يكن ذلك أول تدخل للمدرب لتعديل الأوضاع خلال البطولة. فعندما كانت تلعب فرنسا بطريقة 4-2-3-1 في الشوط الأول خلال مباراة ألبانيا في دور المجموعات، تدخل المدرب سريعا ودفع ببول بوجبا وغير طريقة اللعب إلى 4-3-3 والتي قادت فرنسا للفوز في نهاية المطاف بعد اختراق دفاع ألبانيا. ويتعامل ديشامب الذي اتبع أسلوبا عمليا لا يختلف عما فعله المدرب إيمي جاكيه الفائز بكأس العالم 1998 الذي كان حاسما حتى قبل البطولة بحرص مع المواقف الصعبة. ولم يختر المدرب مهاجمه كريم بنزيمة بعد تورط مهاجم ريال مدريد في فضيحة ابتزاز، ولم يستدع فرانك ريبيري بعدما ألمح لاعب وسط بايرن ميونيخ إلى إمكانية عودته للمنتخب. وقال ديشامب عقب اختيار تشكيلته: "هدفي ليس اختيار أفضل 23 لاعبا لكن الاعتماد على مجموعة لاعبين يستطيعون سويا الذهاب لأبعد مدى في البطولة" وأضاف ديشامب الذي كان قائدا لمارسيليا عندما توج بلقب دوري أبطال أوروبا 1993، ناهيك عن ألقاب كثيرة أخرى: "طريقة أدائي لم تكن يوما مثيرة لذلك اضطررت للتعويض بأشياء أخرى".