أ.د بكر بن عمر العمري ما ان ينتهي طلاب المدارس والجامعات من الامتحانات الا وتبدأ مشكلة قضاء اوقاتهم خلال اجازة الصيف.. الى اين يذهبون وكيف يمكن الاستفادة من طاقاتهم في اعمال نافعة لهم وللمجتمع. لذلك جمع الصف نفسه رجاء بطرق باب الطلاب، وتساءل الطلاب من الطارق الداعي.. أقيس نرى، وقال الطارق انا لست قيساً، وبصوت واحد قال الطلاب ان لم تكن قيساً فمن أنت؟ هذا الحوار الذي دار بين الطلاب والطارق الذي قال انا اقدم نموذج لاجازتكم الصيفية بنكهة (2030) في ضوء هذا العرض نقول ان المجتمعات المتميزة هي المؤهلة لقيادة قافلة طلاب المنظومة التعليمية. لذلك جاءت استراتيجية وزارة التعليم بوضع برنامج (اجازتي) لاننا نريد ان نكون من المتميزين في ضوء رؤية (2030) ولن يأتي هذا التميز من غني مواردنا او اهمية موقعنا الجغرافي بل من قدراتنا على التعامل مع متغيرات العصر، كماً وكيفاً.. والدرس الذي يمكن استنباطه من نموذج (اجازتي بنكهة 2030) نجد في مضمونها التأكيد على نوعية الطلاب والطالبات في مختلف نواحي التنمية والتميز في الاداء النوعي. فرؤية (2030) تسعى الى النهضة والتقدم والرخاء والمجد، ولذلك نود من طلاب وطالبات المنظومة التعليمية ان يكونوا سنداً مكيناً في شتى الميادين والاعمال، وعوناً لانجاح رؤية (2030) في كل مكان بمنحهم طاقات حقيقية وصفوفاً منيعة من خلال نموذج (اجازتي) الذي تقدمه للطلاب والطالبات خلال فترة الاجازة الصيفية التي تقدر (100) يوم. صحيح ان الدولة تعشق كل ما هو سعودي، فتعمل من اجله جميع الجهود لتنميته الشاملة، وان جميع افراد الامة هم اساس نجاح برنامج رؤية (2030) ولكن الصحيح اكثر ان طلاب وطالبات التعليم (اي الشباب) وان اتخذوا في الاصل والمثبت، فانهم محل اهتمام رؤية (2030)، من ناحية ممارسة الرياضة السياحية في مناطق المملكة والتعرف بالمشروعات الضخمة والعلاقة التي تطرحها رؤية (2030) في كل انحاء البلاد لاتاحة الفرصة للطلاب والطالبات للمساهمة والاجتهاد في العمل الصيفي. اذن فالفكرة التي طرحتها فكرة (اجازتي) تأتي تحت شعار مستقبل الشباب من العمل الحر والوظيفة، لذلك يأتي برنامج (اجازتي) في اطار تنمية الشباب (الطلاب والطالبات) في النهضة الزراعية اي يكون فلاحاً كما يريد برنامج (اجازتي) وبائعاً في المولات الانيقة وهذه الفكرة تلغي الكسل الصيفي. وفي اطار برنامج (اجازتي) وخواطره وهو ان تجعل الاجازة الصيفية ممتعة ومفيدة بالاستغلال الامثل للوقت ومن هذا المنطلق فان اي نشاط شبابي في خلال اجازته يحتاج الى وقت وصحة، وهذا بالضبط ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم "نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ" والصحة هي الجهد والفراغ هو الوقت. فالشباب الذي تهدف الى تحقيقه تجربة (اجازتي) هو الذي يتخير لنفسه هدفاً في اجازة الصيف هذا العام مع قدرته ليمكنه تحقيق مع رحلته برنامج (اجازتي).. بمعنى آخر ان الشباب يتعلم من برنامج الاجازة الصيفية كيف يريد طالما عقد النية على تحقيق اهداف رحلته الصيفية. وهنا اقول ان متابعة لبرنامج (اجازتي) نجد انها تهدف الى جعل اي شاب ان يظل متجدد النشاط اذا واظب على الحركة ولو المشي ساعة او نصف ساعة يومياً، كما يليه ان يقرأ باستمرار خلال (اجازتي) كي ينمي عادة (القراءة) لتصبح جزءا هاماً من مسيرته التعليمية، والرحلات السياحية الى بقاع المملكة المترامية الاطراف للتعرف عليها جغرافياً وتاريخياً وهذا ينمي لديه الانتماء الوطني.. كذلك العمل الاجتماعي التطوعي. خلاصة القول في هذه النظرة السريعة من خواطر (اجازتي) الصيفية فاقول بكل صراحة انها ترمي الى ان يكون لدى كل شاب وشابة هدف في الحياة وان يخطط للوصول الى الهدف المبتغى بعد انتهاء الرحلة، والهدف لا خلاف عليه بين العقلاء هو استغلال وضوح رؤية (2030) الشاملة للقوة الاقتصادية والقوة الناعمة.