ما كان ضر وكالة الانباء السعودية لو هي بدأت خبر احتفال جامعة الملك عبدالعزيز بمنح خادم الحرمين الشريفين ايده الله الدكتوراه الفخرية تقديرا لجهوده في تعزيز الوحدة الاسلامية لمناسبة مرور50 عاما على تأسيسها، اهتماما وتقديرا من الوكالة لدور العلم، مصانع عتاد المستقبل في مختلف التخصصات، استنادا الى كلمة قائد الامة في المناسبة نفسها. قبل ان ترتفع الاصوات مطالبة بالويل والثبور على صاحب الراي، انه التغيير والخروج من سبات الجمود الى فضاء المهنية والمستقبل، ومواجهة تحديات 2030 تبدا بالخطوط الاولى ولعل من بينها الخبر، الوكالة غير جاهزة مع كامل الاحترام والتقدير، الامر هناك معقد الى درجة " احذر – ممنوع الاقتراب خبر رسمي" وهم يدركون قبل غيرهم ان خبر الوكالة متأخر في البث لصالح MBC وقناة العربية، وربما آخرين، مبادرة التغيير لابد ان تظهر عاجلا، لا جدوى من انتقال الوكالة الى مبنى فخم علامة مميزة في صعيد العاصمة وهي عاجزة عن مواكبة المتغيرات المهنية، السرعة، الدقة، الايجاز، والتوضيح والموثوقية وغيرها، الوكالة الوحيدة التي ما تزال تستخدم مفردات عف عنها الزمان "القضايا ذات الاهتمام المشترك، الموضوعات المدرجة على جدول الاعمال". واس – التطوير مطلب، والتغيير إنجاز، وحصرية الخبر الرسمي امتياز ليس له علاقة بالنوعية والمهنية والمنهجية العلمية لصياغة الخبر، والتميز ليس يربطه علاقة بالوكالة جانب، فهي تعيش في طرف بعيد عن التطور المهني وربما سوف تظل، المبادرة ليست من شيم المركز والمكانة التي تحظى بها الوكالة، يضعون اسوارا حول التغيير، ويربطون التطوير بالخوف من المجهول، وهم لا يعرفونه " سلام عليها ما احبت سلامنا، فان كرهته فالسلام على أخرى – عمر ابن ربيعة "، الكل مجبور على التعامل مع الخبر الوارد من "واس" باعتباره الخبر الرسمي، وفي الطرف الآخر الصحف على سبيل المثال ايضا "جبن معتاد" لم يغير احدا الطريقة (عدا صحيفة مكة بامتياز مهني)، انظر صياغة الخبر البداية الساعة 21.23 رقم الخبر spa.gov.sa/1504246 والتتابع خمسة اضافات انتهت الساعة 24.48 والحفل ضحى يوم الاربعاء، وابحث عن اولويات الوكالة داخليا، وانسى عامدا الخبر خارجيا ثم احكم، عفوا .. ايها الوقت نتكيء عليك فقط اذا مضيت، ونحن لم ندرك بعد حقيقتك، عندما اهملنا قدرة العقل على الاجتهاد والابتكار والتنويع استخدمنا الموروث بسيئاته لمواجهة المستقبل، يقول ابن قدامة " اتباع الصواب واجب، وركوب الخطأ في الاعتقاد حرام " في سجل التأويل والتفسير في عصره الذهبي مسجلا موقفا مشرفا ضد بعض المرجفين استنادا الى الاية 15 من سورة الانعام "ان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون". اعود مهنئا الوكالة بما تحقق لها زمن الوفر، المبنى الحديث، واتساءل عن مشروع التحديث او تطوير اساليب التناول الخبري، وطريقة اعداد الخبر، ليس مهما ان يكون لديك الف موظف، المهم ان يكون لديك مئة مراسل وخطة عمل منهجية مهنية موضوعية متقدمة، الاستناد دائما على المورث اشكالية الوقت للتطوير في عالمنا الحديث.