ذلك الرجل الذي يبحث عن سلّم يتسلقه ليصل لهدفه بأقل جهد وأسرع وقت، لن يُضنيه البحث في ظل وجود نقاط ضعف روحية وجسدية عند بني جنسه. فإن استخدم سلّم الدين خاطب حاجة الروح، وإن استخدم سلّم المرأة داوى الجسد وربما الروح معه لمن شاء. ويقف التاريخ شاهدا على استخدام الدين والمرأة للتأثير على جنس البشر، كما يقف شاهدا على فعاليّتهما كأدوات إتِّفاق أو صُلح أو خِلاف. وفي تاريخنا وحاضرنا وغالباً في مستقبلنا، يتهم المتشدد الليبرالي بأنه لا يريد حرية المرأة بل ما يريده هو حرية الوصول للمرأة. وفي الجهة المقابلة يتهم الليبرالي المتشدد بأنه لا يريد تكريم المرأة بل يريد قمع المرأة والتسيُّد عليها. أما بالنسبة للمرأة (محور المناظرة والتي يُهيَّأ لأطرافها أنها تترقَّب مَنْ مِنهُما ينتصر ويحدد دورها في الحياة) الأمر أبسط بكثير، فهي تقف متفرجة على هذا التصادم الأزلي وهي تعي أن هدفهما واحد وهو الوصول لها _وأين العيب في ذلك فهو هدف فطري طبيعي ومشروع_ فقد خُلقت المرأة للرجل وخُلق الرجل للمرأة وجُبِلا على أن يبحث أحدهما عن الآخر ويكمله، فما بال صِغار العقول جعلوها مصدر خلاف وشِقاق. بينما تتفرَّج المرأة على من يظنون أنهم يقررون مصيرها، تضع هدفها نصب عينيها وهو أن تنعم بحياة علمية ناجحة وحياة عملية هادفة وحياة أسرية هادئة فقط، فيما يخص الحياة الدنيا على الأقل. ونحو ذلك الهدف تُخطط كيف تتعامل مع هذا أو ذاك وماهي الطريقة الأصلح والأقصر أو المُتاحة لتصل لأهدافها ومع مَن مِنهم. وهنا لا أشير الى أن عقلانية المرأة تُسيِّرها وتغلب على عاطفتها، وكيف لي أن أُجادل المُثبت اللطيف، ما أقوله هو أن إرضاء وإشباع عاطفتها هو جزء لا يتجزأ من أهدافها بل به تستمد الإتزان والقوة على التخطيط والتنفيذ. وفي خِضمّ صِراعهما، على المتشدد والليبرالي معاً أن يثِقا بأن المرأة التي يتنازعانها لن تقبل أن تنتهي مع متشدد مستبد متسيد مُعدِّد باسم الدين، ولا مع مُتحرِّر مُعدِّد باسم الحُرِّيَة. معركتهما خاسرة والغنيمة سراب. @tamadoralyami [email protected]