رعى صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض، أمس الأول, الحفل الختامي لجائزة جامعة الملك سعود للتميز العلمي في دورتها الرابعة, وتكريم الفائزين, وذلك في قاعة الشيخ حمد الجاسر بجامعة الملك سعود . وبدأ الحفل بتلاوة آيات من القرآن الكريم, ثم ألقى وكيل الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي الدكتور أحمد العامري كلمة رحب فيها براعي الحفل وبالحضور, مبيناً أن الإبداع منظومة مترابطة الأجزاء متكاملة العرى تبدأ بالفرد وتنتهي بحضن الوطن فتكريم المبدعين أحد اللبنات الأساسية في الدفع بعملية رؤية المملكة العربية السعودية 2030 والانتقال من الاقتصاد الريعي إلى الاقتصاد المتنوع القائم على المعرفة فالحفز والتشجيع هو المحرك الرئيس لتحفيز الطاقات العقلية الإبداعية لدى الفرد, والمملكة اليوم في ظل رؤيته 2030 يحتاج من مؤسساتنا التعليمية والبحثية ربما أكثر من أي وقت مضى من الإسهامات الفاعلة في بناء الاقتصاد الوطني ونقل وتوطين المعرفة والإضافة إليها لتنويع القاعدة الاقتصادية وتحقيق التنمية المستدامة . وأوضح أن الجامعة خطت خطوات حثيثة بسواعد أبنائها ودعم ولاة الأمر – حفظهم الله – لتكون من ضمن أفضل الجامعات في برامجها التعليمية وأبحاثها الأساسية والتطبيقية, مبيناً أنها عام بعد عام تتحسن مخرجاتها وتتقدم في تصنيفاتها ليظل طموحنا الدائم السماء, كما أنها تفتخر بأنها تعمل بلا كلل من اجل تطوير كادرها التعليمي والبحثي الوطني حيث يتراوح عدد مبتعثيها 1000 مبتعث في كل التخصصات وينضم سنويا لكادر أعضاء هيئة التدريس حوالي 200 عضو متخرجين من أفضل الجامعات العالمية. بعد ذلك ألقى معالي مدير الجامعة الدكتور بدران بن عبدالرحمن العمر كلمة قال فيها:" يشرفني سموِّ أمير الرياض أن أرحبَ بكم في رحابِ جامعةِ الملكِ سعود ضيفاً وراعياً لهذا الحفلِ لتكريمِ الفائزينَ في الدورةِ الرابعة لجائزةِ الجامعةِ للتميزِ العلميِّ في فروعِها السبعة، هذه الجائزةُ التي تأتي تتويجاً دورياً للعملِ البحثيِّ في الجامعةِ للارتقاءِ به جودةً وغزارة، بهدفِ تشجيعِ منسوبي الجامعةِ من الباحثينَ والطلاب، وتحفيزِهِم على مزيدٍ من التميّزِ والتنافسِ العلمي، وإعطائِهِم حقَّهم من الحفاوةِ والتكريم وتقديم التهنئة لهم لحصولهم على هذه الجائزة, وأن ما يزيدُ هذه الجائزةَ أهميةً في هذه المرحلةِ تحديداً أنها تتوافقُ مع توجهاتِ الرؤيةِ الجديدةِ للمملكة العربية السعودية 2030، وستضاعفُ الجامعةُ عملَهَا على جعلِ الجائزةِ أكثرَ استلهاماً واستجابةً لتوجهاتِ الرؤيةِ الجديدة، ولاسيما ونحنُ نحرصُ على تعزيزِ مسيرةِ البحثِ العلميِّ في جامعتِنا التي أصبحتْ رائدةً للاكتشافاتِ والابتكارات، ومصنعاً للعقولِ المساهمةِ بكفاءةٍ في بناءِ صروحِ الوطن". وأوضح معالي مدير جامعة الملك سعود أن البحثَ العلميَّ في الجامعةِ يتبَوَّأُ مكانةً عالية، ويُعدُّ أحدَ محاورِها الرئيسة، ويمثلُ أولويةً إستراتيجية لها، ومن هنا حرصت الجامعةُ عليه، فألّفتْ له الفِرقَ البحثيةَ في مختلفِ التخصصات، وعززتْ مواردَه المالية، وشجعتْ عليه، وكرّمت الباحثينَ بجوائزَ تشجيعيةٍ وأوسمةٍ فخرية، حتى غدت الجامعةُ ميداناً تنافسياً في مجالاتِ البحثِ المختلفةِ من اكتشافاتٍ واختراعات، وإنجازاتٍ علميةٍ، ساعدَ عليها الدعمُ الماليُّ المخصصُ للبحثِ العلميِّ من ميزانيةِ الجامعة، ومن مشروعِ الخطةِ الوطنيةِ للعلومِ والتقنيةِ والابتكارِ الذي تشرفُ على تنفيذِهِ مدينةُ الملكِ عبدِالعزيزِ للعلومِ والتقنية، وكذلك الدعمُ الصادرُ عن وزارةِ التعليمِ التي تبنَّت تأسيسَ مراكزِ التميزِ البحثي، وتشجيعَ أنشطةِ البحثِ والابتكار، وغرسَ ثقافةِ البحثِ العلميِّ في الطلابِ والطالباتِ عبرَ مبادرتِها السنويةِ الرائدةِ في المؤتمرِ العلميِّ لطلابِ وطالباتِ التعليمِ العالي, مبيناً أنه قد نتجَ عن كلِّ وجوهِ الدعمِ هذه حصولُ الجامعةِ على أكثرَ من (233) براءةَ اختراعٍ في عام 2015، وتم نشرِها في هذا العامِ نفسِهِ أكثرَ من (3500) بحثٍ علميٍّ في أوعيةِ النشرِ العالميةِ المرموقة، بزيادةِ قدرها (20%) عن عامِ 2014م, مؤكداً أن الجامعة ستظلُّ ماضيةً على هذا الطريقِ الذي هو سرُّ تفوقِ الأممِ الرائدةِ في كلِّ مجالاتِ الحياة. وفي ختامِ كلمته قدمُ معاليه شكره لخادمِ الحرمينِ الشريفينِ الملكِ سلمانَ بنِ عبدِالعزيز آل سعود ولسمو وليِّ عهدِهِ الأمين ولسمو وليِّ وليِّ العهدِ – حفظُهُمُ اللهُ – على عمهم السخيّ للجامعة، كما شكر سمو أمير منطقة الرياض لتفضله برعايةِ هذه المناسبةِ، كما قدم شكره للقائمينَ على هذه الجائزة، مقدراً حجمَ الجهودِ المبذولةِ لها, مقدماً تهنئة لجميع المكرمين هذا اليوم. بعد ذلك شاهد الجميع عرضا مرئيا تطرق فيه إلى أهداف الجائزة وفروعها السبعة والشروط العامة لها . إثر ذلك قام عميد البحث العلمي الدكتور رشود الخريف بإعلان أسماء الفائزين بالجائزة البالغ عددهم 24 فائزاً في مختلف فروع الجائزة, وكذلك تكريم الباحثين الناشرين في مجلتي العلوم والطبيعة والفائزين بجائزة الموظف المثالي حيث استلم الجميع جوائزهم من سمو الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز راعي الحفل . بعد ذلك التقطت صورة تذكارية للفائزين المكرمين بمختلف الجوائز مع سمو أمير منطقة الرياض . عقب ذلك أدلى صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز بتصريح صحفي قال فيه :" أقدم التهنئة لجميع المكرمين هذا اليوم, ولاشك هذه فرصه للجميع أن يكون هناك مثل هذا التميز ومثل هذا الإبداع, وفكرة الجامعة بحد ذاتها فكره حضارية علمية راقية جداً, والشيء الذي أسس لهذه الجائزة اعتقد – بإذن الله – مناراً يشع نوراً وعلماً وأدباً وثقافة في جميع المجالات, فنحن في بلد يتميز بكل شي – ولله الحمد – ملكنا مميز ومسيرتنا مميزة نرجو أن يكون ابن هذا الوطن متميزاً دائماً في أعماله وفي أخلاقه, مقدماً شكره لجامعة الملك سعود وعلى رأسها مدير الجامعة وعمادة البحث العلمي والدراسات العليا الذين أسسوا هذه الجائزة وجعلوها منطلق جديد للتنافس في سبيل العلم, فمثل هذه الجازة هي التي تؤكد تميز الجامعة وقدرتها وتفوقها". وأضاف سموه أن الفائزين بهذه الجائزة سيكونون – بأذن الله – أذرع لروية المملكة العربية السعودية 2030 التي انطلقت الآن, فالأمور إمامهم واضحة والدعم متيسر من كل الجهات", متمنياً منهم أن يبذلوا جهدهم بدون تقصير لتخديم ما فيه الخير والبركة لهذا الوطن. من جهة أخرى افتتح صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض مساء امس الاول عشر مشروعات بيئية وترفيهية تبلغ مساحاتها الإجمالية أكثر من 150 ألف متر مربع ، وذلك بحديقة الوادي بالرياض . وتأتي ضمن مشروعات أمانة منطقة الرياض الهادفة لأنسنة المدينة والاهتمام بالإنسان والمكان وتعزيز الرؤية شاملة لتلبية احتياجات النمو العمراني، الذي تشهده المدينة من المشروعات البيئية، والترفيهية وإنشاء حدائق في جميع الأحياء والتجمعات السكنية الجديدة. وأوضح معالي أمين منطقة الرياض المهندس إبراهيم بن محمد السلطان أن المشروعات التي افتتحها صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض تشمل ثلاث حدائق في شمال الرياض وهي حديقة الازدهار الثانية ، وحديقة النزهة ، وحديقة الغرفة التجارية ، وثلاث حدائق غرب ووسط مدينة الرياض هي حديقة الوادي ، وحديقة القنديل ، وحديقة السويدي ، وفي شرق الرياض حديقتان هما حديقة إشبيليا ، وحديقة الطرف ، بينما أعيد تأهيل حديقتين جنوبالرياض هما حديقة منفوحة ، وحديقة اسطنبول. وثمن المهندس السلطان تشريف سمو أمير منطقة الرياض ، وافتتاحه للمشروعات البيئية الجديدة التي تعد ضمن مشروع أنسنة مدينة الرياض الهادفة إلى توفير علاقة دائمة وإيجابية بين الإنسان والمكان، وتوفير الاحتياجات الإنسانية البيئية والترفيهية والخدماتية لسكان العاصمة. ونوه بالاهتمام والدعم الذي تجده أمانة منطقة الرياض من سمو أمير منطقة الرياض وتوجيهاته لتوفير مختلف السبل والخدمات لسكان العاصمة الرياض، ورعايته وتشجيعه للمشروعات البيئية والترفيهية والإنسانية، لافتًا النظر إلى إمكانية الاستفادة من الحدائق والمتنزهات والساحات البلدية في إقامة ورعاية الأنشطة الاجتماعية والترفيهية والتنموية. وأكد سمو أمير منطقة الرياض في تصريح صحفي عقب التدشين أن هذه الحدائق مخصصة في أحياء مدينة الرياض لخدمة أهلي الحي والإسكان القريبين منها ، مبينًا أن الحدائق وضعت لراحة المجتمع ، ومكان مخصص لتنزه والاطمئنان والتسلية وقضاء وقت ممتع للأسرة والشباب ، حاثاً مرتادي الحدائق على العناية والاهتمام بها والمحافظة عليها ، مشيرًا إلى أن الدولة هيأت الكثير لهم في سبيل توفير الأماكن المناسبة لراحتهم. وأثنى سموه على ما شاهده اليوم من جهد مشكور لأمين منطقة الرياض ومنسوبي الأمانة في القيام بدورهم الكامل تجاه الحدائق ، موضحًا أنه سوف تنشأ ما يقارب 400 حديقة في عدد من الأحياء بالرياض، معبرًا عن شكره لأمانه الرياض لاهتمامها بذوي الاحتياجات الخاصة وكبار السن لتقديم سبل الراحة لهم. وفي ختام تصريحه رفع سمو أمير منطقة الرياض شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – على ما قدمه للرياض منذ أن كان أميراً لها.