رعى أمير منطقة الرياض صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر، أمس، الحفل الختامي لجائزة جامعة الملك سعود للتميز العلمي في دورتها الخامسة، وتكريم الفائزين، وذلك في قاعة الشيخ حمد الجاسر بجامعة الملك سعود. وألقى وكيل الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي الدكتور أحمد العامري كلمة رحب فيها براعي الحفل وبالحضور، مبيناً أن الإبداع منظومة مترابطة الأجزاء متكاملة العرى تبدأ بالفرد وتنتهي بحضن الوطن فتكريم المبدعين إحدى اللبنات الأساسية في الدفع بعملية رؤية المملكة 2030 والانتقال من الاقتصاد الريعي إلى الاقتصاد المتنوع القائم على المعرفة فالحفز والتشجيع هو المحرك الرئيس لتحفيز الطاقات العقلية الإبداعية لدى الفرد، والمملكة اليوم في ظل رؤية 2030 تحتاج من مؤسساتنا التعليمية والبحثية ربما أكثر من أي وقت مضى إلى الإسهامات الفاعلة في بناء الاقتصاد الوطني ونقل وتوطين المعرفة والإضافة إليها لتنويع القاعدة الاقتصادية وتحقيق التنمية المستدامة. وأوضح أن الجامعة خطت خطوات حثيثة بسواعد أبنائها ودعم ولاة الأمر – حفظهم الله – لتكون ضمن أفضل الجامعات في برامجها التعليمية وأبحاثها الأساسية والتطبيقية، مبيناً أنها عاماً بعد عام تتحسن مخرجاتها وتتقدم في تصنيفاتها ليظل طموحنا الدائم للسماء، كما أنها تفتخر بأنها تعمل بلا كلل من أجل تطوير كادرها التعليمي والبحثي الوطني حيث يقارب عدد مبتعثيها من 1000 مبتعث في كل التخصصات وينضم سنويا لكادر أعضاء هيئة التدريس حوالي 200 عضو متخرجين في أفضل الجامعات العالمية. بعد ذلك ألقى مدير الجامعة الدكتور بدران بن عبدالرحمن العمر كلمة قال فيها: «يشرفني أمير الرياض أن أرحبَ بكم في رحابِ جامعةِ الملكِ سعود ضيفاً وراعياً لهذا الحفلِ لتكريمِ الفائزينَ في الدورةِ الرابعة لجائزةِ الجامعةِ للتميزِ العلميِّ في فروعِها السبعة، هذه الجائزةُ التي تأتي تتويجاً دورياً للعملِ البحثيِّ في الجامعةِ للارتقاءِ به جودةً وغزارة، بهدفِ تشجيعِ منسوبي الجامعةِ من الباحثينَ والطلاب، وتحفيزِهِم على مزيدٍ من التميّزِ والتنافسِ العلمي، وإعطائِهِم حقَّهم من الحفاوةِ والتكريم وتقديم التهنئة لهم لحصولهم على هذه الجائزة، وأن ما يزيدُ هذه الجائزةَ أهميةً في هذه المرحلةِ تحديداً أنها تتوافقُ مع توجهاتِ الرؤيةِ الجديدةِ للمملكة العربية السعودية 2030، وستضاعفُ الجامعةُ عملَهَا على جعلِ الجائزةِ أكثرَ استلهاماً واستجابةً لتوجهاتِ الرؤيةِ الجديدة، ولاسيما ونحنُ نحرصُ على تعزيزِ مسيرةِ البحثِ العلميِّ في جامعتِنا التي أصبحتْ رائدةً للاكتشافاتِ والابتكارات، ومصنعاً للعقولِ المساهمةِ بكفاءةٍ في بناءِ صروحِ الوطن». وأوضح مدير جامعة الملك سعود أن البحثَ العلميَّ في الجامعةِ يتبَوَّأُ مكانةً عالية، ويُعدُّ أحدَ محاورِها الرئيسة، ويمثلُ أولويةً استراتيجية لها، ومن هنا حرصت الجامعةُ عليه، فألّفتْ له الفِرقَ البحثيةَ في مختلفِ التخصصات، وعززتْ مواردَه المالية، وشجعتْ عليه، وكرّمت الباحثينَ بجوائزَ تشجيعيةٍ وأوسمةٍ فخرية، حتى غدت الجامعةُ ميداناً تنافسياً في مجالاتِ البحثِ المختلفةِ من اكتشافاتٍ واختراعات، وإنجازاتٍ علميةٍ، ساعدَ عليها الدعمُ الماليُّ المخصصُ للبحثِ العلميِّ من ميزانيةِ الجامعة، ومن مشروعِ الخطةِ الوطنيةِ للعلومِ والتقنيةِ والابتكارِ الذي تشرفُ على تنفيذِهِ مدينةُ الملكِ عبدِالعزيزِ للعلومِ والتقنية، وكذلك الدعمُ الصادرُ عن وزارةِ التعليمِ التي تبنَّت تأسيسَ مراكزِ التميزِ البحثي، وتشجيعَ أنشطةِ البحثِ والابتكار، وغرسَ ثقافةِ البحثِ العلميِّ في الطلابِ والطالباتِ عبرَ مبادرتِها السنويةِ الرائدةِ في المؤتمرِ العلميِّ لطلابِ وطالباتِ التعليمِ العالي. بعد ذلك شاهد الجميع عرضا مرئيا تطرق فيه إلى أهداف الجائزة وفروعها السبعة والشروط العامة لها. إثر ذلك قام عميد البحث العلمي الدكتور رشود الخريف بإعلان أسماء الفائزين بالجائزة البالغ عددهم 24 فائزاً في مختلف فروع الجائزة، وكذلك تكريم الباحثين الناشرين في مجلتي العلوم والطبيعة والفائزين بجائزة الموظف المثالي حيث تسلم الجميع جوائزهم من سمو الأمير فيصل بن بندر راعي الحفل. بعد ذلك التقطت صورة تذكارية للفائزين المكرمين بمختلف الجوائز مع أمير منطقة الرياض. عقب ذلك قال صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر: «أقدم التهنئة لجميع المكرمين هذا اليوم، ولاشك في أن هذه فرصة للجميع أن يكون هناك مثل هذا التميز ومثل هذا الإبداع، وفكرة الجامعة بحد ذاتها فكرة حضارية علمية راقية جداً، والشيء الذي أسس لهذه الجائزة وجعلها مناراً يشع نوراً وعلماً وأدباً وثقافة في جميع المجالات، فنحن في بلد يتميز بكل شيء ملكنا مميز ومسيرتنا مميزة نرجو أن يكون ابن هذا الوطن متميزاً دائماً في أعماله وفي أخلاقه، مقدماً شكره لجامعة الملك سعود وعلى رأسها مدير الجامعة وعمادة البحث العلمي والدراسات العليا الذين أسسوا هذه الجائزة وجعلوها منطلقا جديدا للتنافس في سبيل العلم، فمثل هذه الجائزة هي التي تؤكد تميز الجامعة وقدرتها وتفوقها». وأضاف أن الفائزين بهذه الجائزة سيكونون أذرعا لرؤية المملكة 2030 التي انطلقت الآن، فالأمور أمامهم واضحة والدعم متيسر من كل الجهات»، متمنياً منهم أن يبذلوا جهدهم دون تقصير لتقديم ما فيه الخير والبركة لهذا الوطن.