عندما أطلق ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الرؤية 2030، كنا وكأننا أمام مبشّرات مستقبلية تنبئ عن مستقبل اقتصادي اجتماعي ثقافي إعلامي مختلف و متغيّر، و تعتبر نقلة نوعية تقتلعنا من زمن إلى زمن جديد، و من عهد إلى عهد جديد، و من سلوكيات إلى سلوكيّات مختلفة ومتقدمة..كل شئ سيتغير للأفضل، و كل سلوك سيتطوّر للأفضل، و كل معتقد ثقافي و شعبي حتماً سيتغير.. الفكر سيتغيّر و أساليب التعاطي مع الحياة ستتغيّر للأفضل بلا شك.. لذا فإن لوازم المرحلة القادمة تحتاج منا التفكير العميق في كيفية تحقيق هذه الرؤية و التعايش معها بكل متغيراتها..و حتى تنجح علينا أن نغيّر نحن كشعب بجميع فئاته من رؤيتنا للحياة، علينا أن نستوعب المرحلة، و أن نتطلّع إلى تغيير حقيقي و جذري في أسلوب تفكيرنا و في سلوكياتنا، علينا أن نخلع الفكر القديم و نتجدد مع أنفسنا، و أن نؤمن بأن الخمسة عشر سنة القادمة هي مرحلة تجديد فعلية لعقولنا و سلوكياتنا، و مرحلة تأسيس للأجيال القادمة..لكن و الغصة تخنقني، أرى أن كل شيء حتماً سيتغيّر إلا شيء واحد، و هذا الشئ أراهن على عدم تغيّره، و بكل تأكيد لا يستطيع أن يتواكب مع الرؤية التطلّعية، فحدود فكره الضيّقة و تيبّسه لا يجعلني متفائلاً أبداً..(الإعلام الشعبي الفضائي) هو العقبة الأولى أمام هذه الرؤية الوطنية، النعرات القبلية التي تمتلئ بها شاشات هذه القنوات و التي إن لم يتم الإلتفات لها، والوقوف أمامها، فإنها لن تساعد على نجاح أي مشروع تقليدي، فكيف و نحن أمام مشروع وطني حضاري متكامل إحتوى تفاصيل الأشياء و اهتم بها من أجل التغيير و التطوير..رؤية 2030 لا يمكن لها أن تستوعب مثل هذه القنوات التي إن لم تبدأ هي بتغيير النمطية القبليّة التي تمارسها و تفرد لها قنوات إضافية تهتم ب (حيوان) الإبل!! فإنها لن تساعد عقول أبناء المستقبل على التطوير و الإنسلاخ من رمزية القبيلة.. وزارة الإعلام أمامها تحدٍ كبير في إعادة النظر في هذه القنوات، و بناء خطة لرسم خط جديد لها حتى تواكب النهضة التطويرية القادمة،. و في رأيي أن وزارة الإعلام بقيادتها الشابه قادرة على إعادة تأهيل الفكر الشبابي لدينا، و قادرة على إعادة بناء العقل الشبابي الذي يعتبر هو فرس الرهان لنجاح الرؤية السعودية 2030.. رتويت: يا شينها لا صرت بين اختيارين مستقبلك والا (بعيرٍ) تودّه ل/ سليمان المانع..بتصرّف