لا أشك أن كل عاقل ينظر للمستقبل بتفاؤل ويقينه أن التغيير قادم برؤية السعودية 2030. مشروع التحول الوطني خارطة طريق الأجيال القادمة. وجل من هم في مرحلتي العمرية يذهب تفكيره في مستقبل أبنائه كيف تتحقق لفكرهم صناعة رسالة تضعهم في بداية المسار الصحيح ليتحقق لديهم الوعي بهذه الرؤية. مدارسنا هي ذات المسؤولية الأهم في تعليم محتوى رؤيتنا وحاضنة جيل قادم. لك أن تتصور نتاج الدور الفكري والمعرفي الذي تغرسه المدرسة في عقل طالب يبدأ العام القادم في الصف الأول الابتدائي ثم يستمر الدور الفعلي للتعليم في زرع كل يوم بذرة من بذور الرؤية، حينها استشعر حصاد ثمار اثني عشر عاما حتى ينهي الطالب المرحلة الثانوية، أي قبل الوصول لعام 2030 بثلاثة أعوام . وهنا يصبح عمر الطالب الزمني ثمانية عشر عاما وهو ممتلئ بالمعرفة عن محاور وأهمية وأهداف الرؤية كقناعة فكرية بأن التحول الوطني أساس الحياة القادمة، ويشعر أنه أحد أركان هذا التحول. أرى أن التعليم يحتاج لرسم منهج دراسي ابتداء من الصف الأول الابتدائي ويستمر مع الطالب حتى الثالث الثانوي حينها يخرج للمسؤولية المطلقة وكل مراحل تفكيره حد الارتواء من ينابيع الرؤية (فكريا واجتماعيا واقتصاديا) وحتى سلوكيا. من يرى أن الرؤية شعار للتمجيد دون نسج التربية بهذه المحاور سيظل واقفا في دائرة التنظير، ولن يحدث شيء يحقق الأهداف. تعودنا في تعليمنا أن نزج بمشاريعنا السابقة للاحتفاء بالظهور دون قياس الناتج الفعلي، وهذا ما جعل طلابنا يختارون الفكرة كترفيه لا يحاسبون عليه. من محاور الإرشاد المهني أن نصنع هيبة التوجيه وقناعة التلقي بأساليب نفسية وتربوية دقيقة، ويسلم دور المهمة لمعلمين مؤهلين بدورات ومهارات تصنفهم الأفضل في الوعي بالرؤية، وبدورهم يؤدون الإرشاد الفعلي وبشكل يومي لرؤية السعودية 2030. ما يحتاجه تعليمنا رسالة واضحة في مرحلة ما يسبق تاريخ شعار الرؤية. أعلم أن وزارة التعليم جديرة بقيادة دورها الفعلي في المرحلة القادمة، لكن هاجس المستقبل لكل أب وأم يجعلهما في تساؤل دائم.. ماذا تقدم مدارس أبنائنا لعقول نستودعها في أحضانها كل صباح؟