التقى خالد بالعم سالم والابتسامة تعلو وجهه ، بادله العم مبتسما ومعلقا ( جعله خير دوم ) لم يتردد خالد بالقول مشيرا إلى خبر في الجريدة التي يحملها هذا القرار لا أمل من قراءته وتتبع أخباره ! علق العم سالم أعرف همة وحماس الشباب فيك ، صمت لبرهة وتنهد عميقا ربت على يد خالد وقال قرار وزارة العمل بسعودة سوق محلات الجوال قرار مهم وعائده عظيم على أبناء البلد فهو سيفتح آلاف فرص العمل ويمهد الطريق بإلغاء منافسة الوافدين واحتكارهم للسوق ، وكلي أمل يا بني أن يكون القرار قادرا على الصمود ومجابهة التحديات والأهم فعلا أن يعمل كما خطط له وأن تتم المتابعة والإشراف على ترسية الخطوات والمراحل بكل دقة وحرص ، ابتسم خالد وعيناه تلمعان سينجح يا عم بإذن الله . كان العم سالم متوجسا من الثغرات التي يمكن أن تعيق نجاح القرار بالصورة الأكمل كان يتساءل مرددا بينه وبين نفسه هل ستنجح السعودة متذكرا قرار وزارة العمل منذ سنوات بسعودة محلات الخضار والذي أعاق نجاحه ضعف الرقابة وسلبيات خطة إقراره حيث تكاتفت العمالة الوافدة في محاربة أي سعودي في السوق كانت تراه يشكل خطرا قادما لو استمر فهو بالنسبة لها مسمار أول يدق في نعش آمالها فكان لابد لهؤلاء الوافدين من التحايل وممارسة أساليب التعطيل بحسب ما يمكن لها وفعلا نجح الوافدون في وضع أيديهم وإحكام قبضتهم على سوق الخضار مجددا وانصرف المواطنون عن المنافسة متذرعين بحجج كثيرة ، كان العم سالم أحد المتعثرين في سوق الخضار فلم يقدر على كشف ألاعيب الوافدين وتحزباتهم كان يظن ان بعض الامور قد زاحمت نجاح القرار وشكلت ضعفا في ترسية السعودة ! لم يشأ عم سالم أن يخبر أحدا بمخاوفه ولم يرغب أن يظهر بصفة من يئد أحلام الشباب في مهدها وكان يسأل الله أن لا تصدق ظنونه ! لكنه عقب قائلا أبارك يا بني هذه الخطوة وسعادتي كبيرة وأنا أرى أبناء بلدي يبنون وطنهم ، فتطور كل بلد في العالم مرهون بعمل أبنائه في اقتصاده لابد من تواجد الرغبة والدافعية وترك الكسل والاتكال على الغير ، يا ابني إن أكثر ما يؤلمني كثرة الوافدين ومزاحمتهم لأبناء البلد في العمل حتى تضاءلت أمام الشباب الفرص وهابت نفوسهم خوض مجالات التجارة المحتكرة من قبل جنسيات أخرى ! استدرك خالد بالقول ولكن يا عمي إن شباب البلد الآن أكثر إقبالا على العمل في كل مجال وفي كل مكان منهم من يعمل محاسبا في مطعم أو محطة بنزين ، كان العم سالم بالغ الحماس وهو يؤكد بعبارة لابد من أن تتظافر جهود المؤسسات الحكومية في تسهيل إجراءات امتلاك المحلات أو استئجارها وتخفيض الرسوم ، أبدى العم سالم ابتهاجه من اقتران القرار بدعم وزارة العمل لرواد الاستثمار من المواطنين .. يرى أن قرارا هاما كهذا يمكن له كسر الاحتكار الأجنبي في السوق وأن يسهم بفعالية في علاج الوضع الاقتصادي العام حيث تقل نسبة تحويل الأموال للخارج ، أبدى خالد إعجابه بفكر العم سالم الذي رآه قارئا للواقع بتجرد ، قبل أن يستدرك العم بالقول لكن ما يشغل ذهني حقيقة هي مسؤولية تأهيل الشباب السعودي للعمل في هذا المجال فلابد من تكثيف العمل في معاهد صيانة الجوال من خلال إعطاء دورات قصيرة مبدئية أولا ثم ترقيتها على مراحل ، كان العم سالم يتحدث بغيرة وطنية جميلة هي مرآة صادقة لما يدور في أذهان العقلاء من عامة الشعب يبادلها حماس رائع من شاب طموح هو نموذج لغيره من شباب الوطن تعلق عليه الآمال في المستقبل .. فهل نضع نحن آمالنا أيضا في قدرة القرار على تحقيق الغايات .