فاروق صالح باسلامة يحلو للمثقف أن يرتقي برأيه او رؤيته الثقافية نحو الدين والادب وللعلم والعمل وفي الدنيا ومجالاتها الحيوية العامة لا لأنه مقدم رايه على رأي غيره وانما لان يرشد فكره ويستأنس برأيه وينير هذا الفكر الصدى في طريق المجتمع والناس والامة كي يقدموا على العمل ويجعلون العلم نصب عمل كل خطوة في الطريق استرشاداً بأذكار الدين والتعلم والعقل وآراء العلماء والادباء والمثقفين الذين ساروا على هذا الطريق بخبرة ودراية وبصيرة وتجربة وخوض عباب الحياة هذه هي دنيا العلم والخلق والقيم الحميدة التي ينبغي السير على دروبها من أجل انشاء كون معنوي من العلوم والاداب والفنون .. فنون المعارف والثقافة الدينية والادب العربي والاسلامي وفي الدين والثقافة تبدو الأصالة المعنوية بفكر المثقف الذي يحاول برأيه ترشيد العامة في المعاني الثقافية كما ان الثقافة فيها ديننا معتقد معصوم وعقيدة ايمانية صالحة واسلام لله ومحبة لرسله واتباع لكتبه، على طريق مستقيم. إن الثقافة متبعة لأصل المعرفة الاجتماعية التي بدت مع الناس في سالف الزمن ولذلك ارشدنا رسول الله عليه الصلاة والسلام الى العلم النافع والعمل الصالح والادب الرفيع فقال : أدبني ربي فأحسن تأديبي. وفي حياته قدوة لأمته ان يتبعوه جنياً وديناً واولى وآخرة ومادة وروحاً، فالدين أصل في العلم وهو معاني جمة وغفيرة فالارشاد يأتي قريناً للعلم في هذا السياق للفكرة الاسلامية في الدين والحياة اذاً فالكون المعنوي واسع المرأى والمشهد والمحيا في كل ذلك تبدو حياتنا الثقافية في اجمل الحلل وابهى ملبس وجديد فيه ومضمون غني بالمعاني الحيوية والمادية لكل ذلك تتبدا امامنا روعة الثقافة وذويها والأدب وأهله نظراً لتلك الاصالة المعنوية والفكرة الثقافية الدينية فالثقافة اكوان معرفية لا كون واحد وانما لها كينونة واسعة وارجاء معنوية شاسعة وبالدين تتقوى وتتزن العلوم والمعارف ويشتد الاصل المعرفي والثقافي لصالح المجتمع والناس والامة. كي ما تتفق الآراء الثقافية حول الاصل المعرفي في سياق الطرح الثقافي والصرح العلمي الموحد لمعرفة الحق والخير والجمال في الوجود الانساني الكبير والمجتمع البشري العريض. وهذا في الفكر الاسلامي وارد بسلاسة وفي الثقافة الدينية بيسر وكثافة ومن نظر في تراثنا المكتوب علوماً وآداباً سيبدو التصور الديني لذلك التراث امام عينيه بكل صفاء وضياء. والله في خلقه شؤون.