لم يترك جنرالات الكيان (الاسرائيلي) الاستعماري في فلسطين العربية المحتلة مسألة تتعلق بتكريس احتلاله الهمجي الا وقام باستخدامها بعناية فائقة كدليل لا يقبل الشك او الريبة ان الاستعمار اليهودي (الاسرائيلي) لفلسطينالمحتلة لن ينهي الاحتلال الا من خلال (ضغط) القوى الغربية وهي دول الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدةالامريكية والاتحاد الروسي ما دامت هي الوسيلة الوحيدة في التعامل مع (سلطة) محتلة لارض الغير بقوة السلاح، هدفها الاساسي تكريس الاحتلال، وليس انهاؤه سلمياً لينعم اصحاب الحق المغتصب بالحرية وعودة اللاجئين الفلسطينيين في الشتات وفي دول الجوار الاقليمي بعد اضطهاد في الداخل وشتات في الخارج الى ديارهم المستعمرة منذ اكثر من نصف قرن من الزمان. لجأ الكيان الاستعماري في فلسطين العربية المحتلة الى مضايقة شعب فلسطين المضطهد في الاراضي الفلسطينيةالمحتلة الى الجانب الاعلامي بتهديد وسائل الاعلام المسموع والمرئي في الاراضي الفلسطينيةالمحتلة الى تهديدتها بالغلق وسرقة معداتها ووسائل اعلامه لاسكات الصوت الفلسطيني المسموع والمرئي فقد تلقى راديو (ناس) الفلسطيني الذي يبث من مدينة (جنين) اخطارا من سلطات الاحتلال اليهودية (السرائيلية) تهديداً باغلاقه ومصادرة معدات الاذاعة! كما تلقى تليفزيون (وطن) واذاعة (ونة) في مدينة (الخليل) تهديداً مماثلاً من قبل جيش الاحتلال الاسرائيلي باغلاقهما معاً! وفي غضون اقل من شهر وللمرة (الثالثة) اغلقت قوات الاحتلال اليهودي (الاسرائيلي) فجر يوم الاحد 30 نوفمبر ثالث اذاعة فلسطينية وهي اذاعة دريم (Dreem) الفلسطينية في مدينة الخليل بالضفة الغربية بعد ان اقتحمت مقرها الرئيسي وصادرت ودمرت مختلف اجهزتها الاعلامية ومحتوياتها! وكانت قوات الاحتلال قد اغلقت خلال شهر نوفمبر 2015م اذاعتي (منبر الحرية) و(صوت الخليل) بعد ان اقتحمت مقرهما ودرمت وصادرات اجهزة ومحتويات الاذاعتين تماماً! لم تكتف قوات الاحتلال الاسرائيلي بتدمير ومصادرة صوت فلسطين الذي يجاهد من اجل رحيل سلطات الكيان اليهودي وجلائها عن ارض فلسطين العربية، وانما امعاناً في البطش والتعنت والهيمنة لجأت الى المجال العسكري بتهديد شعب محتل ومضطهد ولاجئ معزول من السلاح، اعلن الارهابي (موشيه يعالون) وزير دفاع الكيان الاستعماري في فلسطين العربية المحتلة: ان (قواته) سوف تجتاح المندن الفلسطينية لتستعيد عمليات (اعتقال) كلما استدعت الحاجة الى ذلك! اين راعو السلام الذين لم يحركوا ساكناً، لا ادانة ولا تنديد ولا المطالبة بوقف التهديدات واعادة ما صادرته من وثائق وتسجيلات واجهزة ووسائل اتصال. وانما فضلوا سياسة الصمت وعدم المبالاة، بما تفعله قوات الاحتلال بين الحين والآخر مما جعلها تتمادى في غيها وظلمها وعدوانها لشعب اعزل من السلاح من حقه ان يعبر بما يراه من انتهاكات لحقوق الانسان، ويأتي في مقدمتها حق التعبير في مختلف وسائل الاعلام والثقافة بحرية تامة.