لم يكن يوم السبت الماضي من بداية العام الميلادي الجديد يوما عاديا , بل كان يوما عاصفا هبت رياحه بقوة لاجتثاث بعض جذور الشر وسحق أشواك القلاقل والفتن , يوما قاسيا على رؤوس البغاة الآثمين مثيري الشغب ومروعي الآمنين, يوما مريرا على زارعي الفساد من الظالمين , يوما انتظره – طويلا- جميع المواطنين وحتى المقيمين , للقصاص من أولئك المعتدين المتطرفين..الذين استباحوا قتل الأنفس المعصومة التي حرم الله الاعتداء عليها , فارتكبوا الموبقات وانتهكوا الحرمات , وتلطخت أياديهم بالدماء البريئة ظلما وعدوانا . إنهم عناصر الفئة الضالة الذين تمردوا على البلاد والعباد وأخافوا السبيل ودمروا المصالح وفجروا المساجد وخربوا المرافق وقتلوا المصلين الراكعين الساجدين . واغتالوا رجال الأمن وحتى الآمنين من الأطفال والنساء والشيوخ العاجزين . أولئك الإرهابيين الذين شقوا عصا الطاعة وخرجوا على جماعة المسلمين وأظهروا في الأرض الفساد المستبين . فكان القضاء العادل بتطبيق شرع الله عز وجل بإقامة حد القصاص والتعزير والحرابة على المجرمين المفسدين .. طبقا لجرائمهم الشنعاء في حق الأفراد والمجتمع والإنسانية جمعاء . من منطلق قول الله تعالى ( إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيم ). فكان الخزي لهؤلاء المارقين الذين يهددون الوطن وأمنه – من واقع أعمال القتل والتفجير والتخريب والتدمير التي يقدمون عليها بلا حس ولا ضمير- وسعيهم لتحطيم بنيانه وتفريق شمله وتمزيق وحدته .. بما يحملونه من غلو فكري وتطرف عقدي وإرهاب دموي ! هؤلاء الذين يشكلون خنجرا مسموما في خاصرة البلاد , لزعزعة الأمن وشق وحدة الصف وإثارة البلابل ونشر الفوضى والفتن . ونحمد الله جلت قدرته أن مكّن حكومة خادم الحرمين الشريفين ممثلة في رجال الأمن الأشاوس , من القبض على الجناة المعتدين ودحر البغاة المفسدين من عناصر الفئة الضالة المارقة وتقديمهم للعدالة لتطبيق أحكام الله فيهم . وفي ذلك قتل للشر ومنع للفوضى ونصرة للحق وأهله وردع لكل من يحاول المساس بأمن هذه البلاد الطاهرة , أو استهداف رجال الأمن وترويع الآمنين . فهاهي تطبق شرع الله بقوة وحزم , ولن يمنعها من ذلك مانع , لقناعتها بأن الأمن ضرورة كبيرة والعدل مطلب هام ورعاية مصالح المجتمع وحماية حقوقه من عبث العابثين وأعداء الدين واجب حتمي دون أن تلتفت للناعقين من المناوئين حاضني الإرهاب وداعمي الإرهابيين .. الذين يحرصون ويخططون لتعبئة الجاهلين وتأجيج المشكلات في بلادنا وإشعال فتيل القلاقل والفتن وزرع الفوضى والاضطراب وزعزعة الهدوء والاستقرار وتفكيك المجتمع . لكن حكامنا الميامين يعلنون في كل حين بأن أمن البلاد دونه خرط القتاد . يؤيدهم الشعب الوفي للوقوف بصلابة ضد أعداء الدين والوطن .