حينما كان برنامج رعاية الشباب مبني على الشمولية في البناء والوضوح في الرؤية أعتلى يومها شبابنا منصات التتويج في شتى المجالات الرياضية ، عربيا واقليميا وعالميا ، وكان اختيار رؤساء الاتحادات يتم وفق مواصفات دوما كنا نجدها تضيف الى ما سبق من منجزات حديثة ، لكن في الآونة الأخيرة لم تعد الرئاسة كما نطمح خصوصا بعد تكوين اتحادات منتخبة خصوصا في كرة القدم ، واصبح هنالك لمحات تنافر بين الرئاسة والاتحاد لم تعد تخفى على لبيب ، بل وجهت الرئاسة في أكثر من مناسبة نقدا لاذعا للاتحاد السعودي لكرة القدم وكانت تستبق الاحداث في الإيحاء بعدم الرضا ، لتتحاشى بذلك النقد مستقبلا ، إذ لم تحسن الرئاسة التوقيت والمكان الذي تنتقد فيه ، ووقفت مع المعارضين للاتحاد الذين استنجدوا بالفيفا وجاء الجواب بعد صخب تلك الحملات وما احتوته من تشكيك سلامة توجهات رئيس الاتحاد ومؤيديه ، وهذه جزئية مهمة يجب أن نستخلص منها العبر لبناء مستقبل مشرق بإذن الله . ولعل من اثار تلك العلاقة غير الإيجابية ، ان أنظمة لوائح الاحتراف والخاصة التي يسنها الاتحاد السعودي ، وبالذات في مجال تسجيل اللاعبين والمحترفين في كل فترة ، قوبلت بتدخل من الرئاسة مباشرة ، هو في ظاهره دعم وحل لكنه حل مؤقت ومدمر ، حيث أعطي للأندية حق الاقتراض من البنوك او أي جهة ممولة بخصم مستقبلي من إعانات ومستحقات الأندية مستقبلا ، وقد استفتح بذلك بنادي الاتحاد ثم هذه الايام يقلده نادي النصر ، وهذا الحل سيجلب للأندية مشاكل مالية كبيرة ، لن يستطيع أحد مستقبلا حلها ، ومن يتكفل ببقاء النادي في دوري المحترفين ، بل ربما ينهي بعضها من قائمة المحترفين ، ؟! ولن يكون ذلك ببعيد ، إذا لم يلغى مثل هذا القرار الكارثي . ويعد ملعب "الأمير فيصل بن فهد" بجدة من السلبيات القاتلة حتى بعد مرور اكثر من عام ونصف العام على رئاسة رعاية الشباب الجديدة ، ولازال الوضع مجهولا ، هل سيتم تجديده أم ازالته وتشييده من جديد ، وكأن الامر لايعنيها من بعيد أو قريب ! هذا من جانب ومن جانب آخر الاعلام الرياضي اصبح حاله يرثى له وقد تناولنا ذلك مرارا ولكن دون جدوى ، اليوم حينما اتحدث عن الاعلام الرياضي خصوصا وأن الفضاء والمجال التقني اصبح مفتوحا لمن هب ودب بدون ضوابط او مساءلة ، أتذكر أنني كتبت مقالا هنا بجريدة البلاد بالعدد ( 15791 ) في 5 / 7 /1420ه تحت عنوان ( أنت لها ياسلطان ) والذي أشرت فيه إلى جوانب مهمة في الإعلام الرياضي يومها ومع بداية إنفتاح الفضاء الإعلامي ، و كنت قد تشرفت قبل 28 عاما ، بخطاب رسمي من صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد يرحمه الله برقم ( 3720 ) وتاريخ 13 /3 /1409ه بشأن مرئيات متواضعة حول الإعلام الرياضي يومها والتحذير من مخاطره المستقبلية ، غير أن ما نشاهده اليوم في كثير منه الغث وأصبح الإعلام الرياضي مطية سهلة لمن لاحرفة له مما أجبرني على أن أكتب هذه المرة ، والتي أرى أن استهلها بالتطرق إلى نقطة هامة وجديرة بالطرح والنقاش ، وتتلخص في أن اعترف هنا وعطفا على مقدمة المقالة ، أن الكتابة في المجال الرياضي ( تعد من السهل الممتنع ) ومن السهولة أن تطلق لقلمك أو لسانك العنان ، وأن تنثر بأي منهما كلمات جميلة ومنسقة ، ومداخلات مثيرة ومركزة ، وترفع وتحط وتعلن وترفض وتختلق ماتشاء دون أن يكون هنالك رقيب ينبه لذلك ، واليوم وللأسف اصبح الإعلام الرياضي في مجمله إعلاما هداما ، وهو نتاج طبيعي لمرحلة سبق ان حذرنا منها ، واصبح مقدم أي برنامج يستقدم ضيوفه حتى من خارج الحدود وفق رؤيته ، وكأني به يضع الكلام في افواههم ، حتى وجدنا رموز الإعلام الرياضي في كل برنامج (دمى) يحركها المقدم كيفما يشاء يتبنون توجه تلك او هذه القناة ، حتى ان كثيرا منهم وخلال حلقة واحدة يناقض نفسه بنفسه ، وكشف الإعلام الرياضي الخاص رداءة تلك البرامج وغباء كثير ممن كنا نعتقد انهم رموز الاعلام الرياضي . الرئاسة بحاجة إلى اتحاد للإعلام الرياضي ، مهمته وضع الضوابط واللوائح التي تدعم الصحافة الرياضية ، في مجالات التحليل والنقد الموضوعي والتطلعات ، التي تنظر الصالح العام ، فالإعلام الرياضي لدينا مخطوف. والرئاسة تتعامل في السنوات الأخيرة مع الاتحاد المنتخب برئاسة احمد عيد الرئيس المتزن الخلوق الذي جامل كثيرا الرئاسة حرصا منه على إبحار السفينة بسلام وأخشى ما اخشاه أن يحصل مالا تحمد عقباه بين الرئاسة والاتحاد القادم بدون أحمد عيد .. هذا وبالله التوفيق. ص ب 8894 جده تويتر / saleh1958