حذر صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس مؤسسة الفكر العربي من مخاطر الفكر المتطرف والإرهاب في المنطقة ، مؤكدًا أهمية اتجاه الكثير من الدول العربية نحو إعادة النظر في المناهج التعليمية وتأهيل المدرسين والمعلمين وتطوير أساليب التعليم . ولفت سمو الأمير خالد الفيصل في مؤتمر صحفي مشترك مع الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي امس بمقر الجامعة العربية عقب إطلاق التقرير العربي الثامن للتنمية الثقافية ، الانتباه إلى أن المملكة العربية السعودية خصصت 80 مليار ريال لتطوير اساليب التعليم . وقال سموه : " إن الأمة العربية تمر بمخاض فكري وثقافي وتعليمي " ، مشددًا على ضرورة تضافر الجهود في مواجهة الإرهاب والتطرف ومخاطر الميليشيات والفئات المتطرفة التي تخلت عن الافكار الإسلامية والدينية وتسيء للإسلام . بدوره ، حذر الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي من تنامي موجات الإرهاب في المنطقة ، مشددًا على أن موضوع صيانة الأمن العربي المشترك يأتي ضمن أولويات عمل الجامعة . وأكد أهمية المواجهة الشاملة للإرهاب فكريًا وعسكريًا وأمنيًا واقتصاديًا ، مشيرًا في هذا الصدد إلى قرار قمة شرم الشيخ العربية إنشاء القوة العربية المشتركة . وأبان أن مشروع البروتوكول الخاص بإنشاء هذه القوة المشتركة لايزال قيد الدراسة من قبل الدول العربية تمهيدا للتوقيع عليه . وكان سمو الأمير خالد الفيصل قد أطلق امس بمقر جامعة الدول العربية بالقاهرة التقرير العربي الثامن للتنمية الثقافية تحت عنوان " التكامل العربي: تجارب وتحديات وآفاق" وذلك بحضور معالي الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي، ومعالي سفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية مصر العربية مندوب المملكة الدائم لدى الجامعة العربية عميد السلك الدبلوماسي العربي أحمد بن عبدالعزيز قطان . واستعرض سمو الأمير خالد الفيصل في كلمة ألقاها بهذه المناسبة، الموضوعات التي تناولها التقرير العربي الثامن للتنمية الثقافية، وقال إن التقرير ركز هذا العام على قضية التكامل العربي ، بصفتها إحدى القضايا المصيرية التي تهم الوطن العربي ومستقبله . وأوضح سموه أن التقرير تضمن عدة موضوعات منها إشكاليات الهوية العربية وتحدياتها، والتكامل العربي ومشروع الدولة الوطنية، و"التكامل العربي: التعاون الأمني والعسكري في الوطن العربي"، و"التكامل العربي .. الأبعاد الاقتصادية"، " جامعة الدول العربية .. الواقع والمرتجي"، إضافة إلى مجموعة من الوثائق الخاصة بالجامعة العربية. وأضاف أن التقرير أُعد من خلال 6 ورش عمل عقدت في الجامعة العربية على مدى أسبوعين بمعدل يومين للورشة الواحدة، خصصت كل ورشة لمحور من المحاور الستة، مفيدًا أن مجموع الخبراء والمفكرين والباحثين الذين شاركوا في الورش بلغ 120 من مختلف التخصصات في البلدان العربية . وعد سموه التقرير الأول من سلسلة الأبحاث والتقارير التي تعتزم مؤسسة الفكر العربي إصدارها في السنوات القادمة، وثمرة التعاون بين المؤسسة وجامعة الدول العربية . وأعرب سمو الأمير خالد الفيصل في ختام كلمته عن شكره للجهود التي قام بها الباحثين والقائمين على إعداد التقرير . بدوره رحب الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي، في كلمته بصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس مؤسسة الفكر العربي . وأكد العربي حرص جامعة الدول العربية على تعزيز التعاون مع مؤسسة الفكر العربي بوصفها مؤسسة عربية تعنى بقضايا الفكر العربي، استطاعت أن تفتح آفاقًا جديدة للحوار البناء والتفاعل الخلاق بين مختلف التيارات والمدارس الفكرية العربية المنفتحة على الثقافة الإنسانية المعاصرة . وشدد على أن الموضوع الذي اختارته مؤسسة الفكر العربي هذا العام يعد من أبرز القضايا المحورية ذات الصلة بتجارب التكامل العربي وتحدياته الراهنة وآفاقه المستقبلية ، مؤكدًا أنه اختيار صائب يأتي بالتزامن مع إحياء الذكرى السبعين لتأسيس جامعة الدول العربية وما تشهده المنطقة من تحديات . وأشاد العربي بالتقرير لتضمنه أبحاثًا قيمة حول مختلف أبعاد الهوية والثقافة العربية، وما يواجه الدولة الوطنية العربية من تحديات غير مسبوقة، إضافة إلى سبل تعزيز التعاون والتكامل العربي في المجالات الاستراتيجية السياسية والتنموية والاقتصادية والأمنية والعسكرية، مؤكدًا أنها مجالات تدخل في صميم أجندة عمل جامعة الدول العربية منذ نشأتها قبل 70 عامًا . وأعرب معالي الأمين العام للجامعة العربية في ختام كلمته عن ثقته بأن فعاليات مؤتمر "فكر 14" الذي تم افتتاحه مساء امس برعاية فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية، ستشكل محطة بارزة في مسيرة التعاون بين جامعة الدول العربية ومؤسسة الفكر العربي، التي نتطلع إلى وضع لبناتها التأسيسية في هذا المؤتمر، لتكون أجندة العمل المشترك للتكامل العربي لعام 2016، وتتوج بعقد قمة ثقافية عربية تعنى بقضايا الفكر والهوية والتحديث والتجديد من أجل صحوة عربية ونهضة شاملة . من جانبه، استعرض مدير عام مؤسسة الفكر العربي الدكتور هنري العويط في كلمته، المحاور التي تضمنها تقرير التكامل العربي، مؤكدًا أنه تجربة جديدة تجسد التعاون بين مؤسسة الفكر العربي وجامعة الدول العربية، وحصيلة ورش تحضيرية بين الجانبين . وقال هنري إن التقرير يجسد الواقع العربي في مناحيه المختلفة، ويؤكد أن التكامل العزب يتطلب قدرًا كبيرًا من المسؤولية، ويستخلص العبر حول تجربة الجامعة العربية بعد 70 عامًا من التعاون العربي .