أطلقت «مؤسّسة الفكر العربي» التقرير العربي الثامن للتنمية الثقافيّة بعنوان «التكامل العربيّ: تجارب، تحديّات، وآفاق»، في مؤتمر أقيم في مقرّ الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، في رعاية الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وبحضور أمينها العام الدكتور نبيل العربي، والأمير خالد الفيصل وأعضاء مجلس أمناء المؤسسة، وأعضاء مجلس الإدارة والهيئة العامة وممثلي منظمات وهيئات ومراكز دراسات وبحوث عربية وإقليمية ودولية، إضافة إلى خبراء في المجالات العلمية والفكرية، وشخصيات ثقافية وإعلامية. وكانت كلمة للعربي قال فيها إن اختيار «مؤسسة الفكر العربي» القضايا المحورية ذات الصلة بتجارب التكامل العربي وتحدياته الراهنة وآفاقه المستقبلية، محوراً للتقرير العربي الثامن للتنمية الثقافية، هو اختيار صائب يأتي بالتزامن مع إحياء الذكرى السبعين لتأسيس جامعة الدول العربية، كما يأتي في مرحلة فاصلة تضج بالتساؤلات الكبرى حول حاضر هذه الأمة المضطرب، وتأثير ما تشهده من تحولات في مستقبل المنطقة ومنظومة الأمن القومي العربي. وتوجه بالشكر إلى الأمير خالد الفيصل وكل العاملين في المؤسّسة، لإنجاز هذا التقرير وإلى كل الذين ساهموا في إعداده. وأكد حرص الجامعة على تعزيز التعاون مع المؤسسة، كونها تُعنى بقضايا الفكر، وهي استطاعت أن تفتح آفاقاً جديدة للحوار والتفاعل بين التيارات والمدارس الفكرية العربية المنفتحة على الثقافة الإنسانية. وأبدى ثقته بأن مؤتمر «فكر14» الذي يعقد برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الدورة (26) للقمّة العربية، سيشكل محطة بارزة في مسيرة التعاون ما بين جامعة الدول العربية و»مؤسّسة الفكر العربي». ثم ألقى الأمير خالد الفيصل كلمة شكر فيها الأمانة العامة لجامعة الدول العربية على استضافة مؤتمر «فكر» في دورته الرابعة عشرة هذه السنة والخبراء والمفكّرين على ما بذلوه من جهد لإعداد التقرير السنوي. ولفت إلى أن عنوان التقرير العربي الثامن هذه السنة هو «التكامل العربي: تجارب، تحديّات، وآفاق» ويتألّف من ستة أبواب، تغطّي جوانب التكامل العربي وإشكاليات الهوية العربية وتحدّياتها، والتكامل العربي ومشروع الدولة الوطنيّة، والثقافة العربيّة في إقليم مضطرب، والتعاون الأمني والعسكري في الوطن العربي، والتكامل العربي في أبعاده الاقتصاديّة، وأخيراً جامعة الدول العربيّة الواقع والمرتجى. كما أنه للمرّة الأولى يعد هذا التقرير من خلال ست ورش عمل تحضيرية عُقدت في مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية وبالتعاون معها على مدى أسبوعين. وأوضح أن هذا التقرير يعد الأول ضمن سلسلة الدراسات والتقارير، التي تعتزم المؤسسة إصدارها في السنوات المقبلة. ثم تحدث المدير العام ل «مؤسسة الفكر العربي» هنري العَويط، مؤكداً أن المؤسسة خاضت تجربة جديدة، وهي تتطلّع إلى أن تغدو تقليداً راسخاً في أسلوب عملها. فقد نظّمت على مدى أسبوعين، من 31 آب (أغسطس) حتى 13 أيلول (سبتمبر) ست ورش عمل خصص كل منها لمعالجة جانب من جوانب مسألة التكامل العربيّ. ولفت إلى أن موضوع التكامل اختير موضوعاً محورياً في ضوء ما تشهد المنطقة العربيّة من أحداث، وما تعاني دولها من صراعات وانقسامات وتشرذم، ولمناسبة الذكرى السبعين لتأسيس جامعة الدول العربية (1945 - 2015). وأوضح أن عنوان التقرير يتضمن الأبعاد الفكريّةَ والزمنيّةَ الثلاثة. فالتجارب تشير إلى المراجعة النقديّة التي لا بدّ من إجرائها لخبرة الماضي. وأشار إلى أنّ التقرير يندرج في سياق منظومة متكاملة من النصوص التي أصدرتها المؤسسة لمناسبة مؤتمرها السنويّ «فكر 14»، فتمشيّاً مع السياسة الجديدة التي اعتمدتها هذا العام، قرّرت المؤسّسة أن يشكّل «التكامل» القاسم المشترك بين مجموعة من برامجها، لتحقيق مقدار أكبر من التنسيق والانسجام بينها، وإكسابها المزيد من الفعالية في بلوغ الأهداف المرجوّة. وأضاف: «فضلاً عن أنّ التكامل هو الموضوع المحوريّ الذي يدور حوله مؤتمرنا السنويّ «فكر 14»، تعمدّت المؤسّسة أن يكون التكامل أيضاً موضوع تقريرها السنوي الذي نحتفل بإطلاقه. وأصدرت للمناسبة عدداً خاصاً من نشرتها الشهرية «أفق» بعنوان «المواطنة، التعدّدية، والعروبة»، يضم 70 مقالة لكبار المفكرين العرب».