(خليه يوليّ ) عبارة تلفظ بها أحد المقيمين في المملكة عندما رجوته أن لا يرمي بقايا طعامه على الأرض ويحافظ على نظافة الشارع ، وأن هناك حاوية مخصصة لذلك ….فجاء رده صادماً حيث قال: "خليه يولي"، وتألمت كثيراً على وجود مثل هؤلاء بيننا نتقاسم معهم وحدة المكان والجغرافية وهم الوطن والعيش الكريم . ولكن السؤال الذي يطرح نفسه ، كيف لهذا المقيم أن يتجرأ على هذا القول وهذا التصرف لو لم يشاهد بعض أبناء البلد يفعلون الشيء ذاته ويشبهونه في المظهر والسلوك ، وكذلك لو لم يجد الثغرة في غياب القوانين الرادعة والغرامات العالية ، والمتابعة الحثيثة من الجهات المختصة والتعاون البناء من قبل المجتمع والأهالي في الأحياء الذين يقع عليهم واجب التكاتف والمحافظة على المنظر الجمالي لمدينتهم وأيضاً لجم هكذا تصرفات غير مسؤولة تستخف بأهمية المحافظة على البيئة وتستهتر بمكتسبات وطن غالٍ نعيش تحت سمائه وننعم بأمنه وأمانه . وهناك أيضاً سلوكيات اجتماعية خاطئة يمارسها البعض تؤثر في الاقتصاد وعجلة النمو وتتعلق بالإسراف في استهلاك الماء والكهرباء والهدر في نعمة الطعام يقول المولى عز وجل : "وكلوا واشربوا ولا تسرفوا " .. فالماء هو أرخص موجود وأثمن مفقود ، وهناك للأسف من يهدر الكثير منه وقت الاستحمام ويسرفه عند سقاية الحدائق والمزروعات بعيداً عن اسلوب الري الصحيح ، وهناك أيضاً من يفتح صنبور الماء إلى أقصاه عند كل استخدام ، وهناك ربات للبيوت يضعن قليلا من الملابس في غسالات تشفط كميات كبيرة من الماء . فالعالم اليوم يعاني من التصحر ونضوب الينابيع وقلة الأمطار إضافة إلى التكلفة الباهظة في تحلية مياه البحر ، والماء نعمة إلهية ( وجعلنا من الماء كل شيء حي ) ، لا يمكن للكائنات الحية العيش من دونها ، ولا للبشرية البقاء عند زوالها ، فلنحافظ على نقطة الماء ونمنع الهدر الجائر في حقها .أما طاقة الكهرباء التي اخترعها الإنسان وأصبحت تنير ظلام ليلنا وتشّغل ما نحتاجه من آلات وأجهزة عصرية، فإن المحافظة عليها أصبح ضرورة وحاجة ملحة والإسراف فيها يحمل الدولة نتائج سلبية في برامج التنمية ، ويزيد من الرسوم المستحقة على المستهلك ، وهو أيضاً يحمل المولدات الكهربائية أكبر من طاقتها الاستيعابية ، وقد تنطفئ فجأة أو تسبب حرائق وكوارث بشرية ، ويتوجب التقنين من استخدام هذه الطاقة قدر المستطاع والاكتفاء بالحد الأدنى من تشغيل وسائل التبريد والتدفئة والسعي المستمر إلى استخدام الطاقات البديلة والمتجددة . أما نعمة الأكل والطعام فهناك اسراف فيه منقطع النظير وعلى مستوى عال وكبير ، ونشهد اليوم صراعات واقتتال في العديد من دول العالم نتج عنه خروج الكثير من المزارع والمراعي عن الخدمة ، فقلت الموارد الغذائية والحيوانية وارتفعت الأسعار وانعكس ذلك على حياة المستضعفين والفقراء من تلك الدول ، فساءت حالة الأطفال والمسنين والشيوخ نتيجة الجوع ً والعوز وعدم المقدرة على شراء خيرات ما رزقنا به الله ،، يقول المولى :(وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْن ذَلِكَ قَوَامًا). فلنعش معتدلين في إنفاقنا ، رشيدين في استهلاكنا ولنخاف الله في مقدرات بلدنا … Twitter:@bahirahalabi