أكد وكيل وزارة التعليم للشؤون التعليمية الدكتور محمد بن عبدالعزيز العوهلي بأن دور وزارة التعلٌيم في تفعيل الالتزام بالانظمة السلامة المرورية بين الشباب ضرورياً ومهماً ، مبيناً بأن الإصابٌات العالمية تشير أن الغالبية العظمى من ضحايا الحوادث المرورية هم من فئة الشباب حيث تمثل حوادث الطرق ثاني اكبر سبب للوفيات والإعاقات في العالم للفئة العمرية ما بين 15 و29 سنة ، مضيفاً بأن احصائيات الإدارة العامة للمرور في المملكة العربية السعودية تؤكد بأن فئة الأطفال والشباب هم الفئة الأكثر تضرراً، حيث تبلغ نسبة الوفيات حوالي 72% من اعداد المتوفين بسبب الحوادث المرورية . وقال الدكتور العوهلي خلال الجلسة الخامسة من فعاليات ملتقى السلامة المرورية الثالث الذي نظمته الجمعية السعودية للسلامة المرورية "سلامة"، بالتعاون مع جامعة الدمام وارامكو السعودية والإدارة العامة للمرور ووزارة التعليم ولجنة السلامة المرورية والرئاسة العامة لرعاية الشباب ، تحت شعار "الشباب و السلامة المرورية" بفندق شيراتون الدمام أن دور وزارة التعليم يعتبر دوراً محوريا في السلامة المرورية وذلك ا?ن معظم الطلاب والطالبات في التعليم العام والتعليم العالي من فئة الشباب (الذكور والإناث )، حيث يوجد اكثر من خمسة ملايين طالب وطالبة في التعليم العام، واكثر من مليون طالب وطالبة في التعليم العالي . اضافة الى وجود اكثر من نصف مليون معلم ومعلمة وحوالي مائة ألف عضو هيئة تدريس في مؤسسات التعليم العالي . وأشار الدكتور العوهلي بأن الوزارة تعمل على تحقيق مبادي السلامة المرورية من خلال تركيزها على عدة جوانب، من اهمها تصميم المباني المدرسية والجامعات بحيث يكون دخول وخروج الطلاب والمعلمين امنا وتدريب وتأهيل المعلمين والمعلمات باقامة الدورات المتعلقة بالسلامة المرورية ؛ وادراج مفاهيم السلامة المرورية (بشكل مباشر او غير مباشر) في المناهج الدراسية ؛ والتوعية والتثقيف من خلال اقامة الندوات وورش العمل وتوزيع النشرات التثقيفية وعمل الدراسات والأبحاث العلمية في مجال السلامة المرورية بواسطة الدراسات العلمية المختصة بالسلامة المرورية في الجامعات السعودية مثل كرسي الأمير محمد بن نايف للسلامة المرورية بجامعة الملك سعود ومرسي ارامكو للسلامة المرورية بجامعة الدمام؛ وعمل الشراكات مع مؤسسات المجتمع الحكومية والخاصة للتعزيز مفاهيم السلامة المرورية عن طريق توعوية افراد المجتمع بأهمية الالتزام بهذه المفاهيم في سبيل تحقيق مبادئ السلامة المرورية . من جهتها قالت نورة العفالق رئيسة ومؤسسة لجنة امهات وأهالي ضحايا السيارات، ان لجنة امهات وأهالي الضحايا تهتم بالجانب الوقائي ونشر الوعي وغرس السلوكيات الآمنة منذ الصغر في النشء كي تتجنب الأسرة بكل أفرادها الحوادث المرورية. وعن التوسع في نشاط الجمعية بحيث تشمل كافة مناطق المملكة، أوضحت: ان البرنامج برنامج وطني يشمل الوطن بجميع مناطقه ولا يقتصر على الشرقية فقط. واكدت العفالق ان أسباب الحوادث متعددة ولا تستطيع جهة واحدة التصدي لها فالمرور مسؤوليته تعليم القوانين والأنظمة المرورية ومن ثم تطبيق تلك الأنظمة على المخالفين واتباع المستجدات من أجهزة الضبط المروري التي تستخدمها الدول التي تتميز بانخفاض نسبة الحوادث. واضافت بالنسبة لنا كلجنة امهات الضحايا علينا إعداد المجتمع لتقبل تلك الانظمة وتوعيته بأهميتها وغرس القناعات بأهمية التثبيت في السيارة باستخدام حزام الامان وكرسي الطفل واتباع السلوكيات الصحيحة في الركوب والنزول من السيارة، ومعرفة المؤثرات السلبية على السائق لتجنبها، ومعرفة القوانين في التجاوز والانعطاف وحدود السرعة ، ليدرك قائد المركبة أهمية هذه القوانين وبأنها لصالحة فيتقبلها ويتقبل رجل المرور والنظام ويرى ان الضبط لصالحه فيكون هناك تكامل في العمل بين المجتمع والمرور . وعن الطريقة المثلى في مثل تبليغ ام الشخص بانه حدث لابنها حادث، اشارت بأنه يفضّل الا يكون التبليغ للام بل يجب استدعاء أحد الاهل من الرجال، وعدم نقل الخبر مباشرة اي التدرج في إخبار الام مثل انه مصاب اصابه خطيرة وغيرها. و أوضحت ان اصعب التحديات التي تواجه اللجنة هو عدم وجود الدعم المادي، فالبرنامج التعليمي مادة متكاملة موجهة للطالبات في المرحلتين الابتدائية والمتوسطة تحتوي على عروض وقصص شيقة للأطفال، وانشطة متنوعة تتناسب مع مختلف الأعمار ومستويات التفكير، كما يشتمل على أفلام متحركة على نفس القصص، و يوجد أيضا عروض للمادة التوعوية للمعلمات وامهات الطالبات ليتحقق التكامل في توعية الأسرة، منوهه بأنه تم مراعاة ان تكون الحقيبة التدريبية غير مكلفة فهي توزع بواقع نسخة واحدة لكل مدرسة وليست لكل طالبة، فمن أبرز التحديات لنا هو إيجاد رعاة لهذا البرنامج الوطني الكبير. من جهته طالب اللواء المهندس محمد الزفين مساعد قائد شرطة دبي للعمليات بتخفيض السن القانونية لقائدي المركبات الى 17 سنة ورفع قيمة المخالفات، مؤكدا بان كثير من الشباب ليس سيئين على الطريق، في الوقت الذي هناك 90% ممن القيادات في دول الخليج يطالبون برفع السن القانوي لقائدي المركبات وهم ساقوا في سن مبكرة. وأكد اللواء الزفين ان السعوديين الأكثر انضباطا في دبي، بعدما تم رفع قيمة المخالفات، واقترحت شرطة دبي برفع قيمة مخالفة السرعة الى 2000 درهم بدلا من 1000 درهم المعمول بها في دبي وكذلك حجز المركبة 90 يوما بدلا من 30 يوما كل ذلك يأتي للحد من ارتفاع الحوادث في مدينة دبي، الى جانب المطالبة بوضع جهاز ضبط للسرعة كل 2 كم على الطرق السريعة ومصادرة الدراجات النارية المتهورة بعدما وسجلت دبي 1.7 مليون مخالفة سرعة هذا العام. ولفت اللواء الزيفين ان التأخر في تطبيق نقل المخالفات بين دول مجلس التعاون يعود الى كثرة لوحات السيارات الخليجية والربط الالكتروني للمخالفات، والعمل جاري على الانتهاء من بعض الإجراءات في هذا الصدد. وقال العميد الدكتور علي الرشيدي المتحدث الرسمي للمرور ان سحب الرخصة وتحويل السائق الى مدرسة القيادة في طور تطبيقه بعدما تم التفعيل مع مركز المعلومات الوطني واعداد اللائحة المنظمة لعمليات سحب الرخصة، مبينا ان لائحة الاعتراض على مخالفات ساهر موجود على موقع وزارة الداخلية ويتم تحويل الاعتراض لهيئة الجزاءات ويأتي الرد خلال 48 ساعة. فيما أبان زياد القاضي مستشار تعليمي في لجنة السلامة المرورية وبرنامج أرامكو للسلامة المرورية ان العمل جاري على توزيع اكثر من 800 الف حقيبة للسلامة المرورية على طلاب وطالبات الرياضوالشرقية ونستهدف توزيع 1.5 مليون حقيبة بنهاية العام الدراسي الحالي، وخلال 2016 سيتم توزيع حقيبة مدرسية الكترونية من الصف الثالث متوسط الى الصف الثالث الثانوي تتوافق مع فكر الشباب. وأشار رامي يغمور من مصممي الحقيبة ان تطبيقات الحقيبة على الأجهزة الذكية سينطلق مع بداية العام القادم وذلك للعمل على نشر ثقافة السلامة المرورية في جميع انحاء المملكة. هذا وقد شهدت فعاليات اليوم الختامي للملتقى عدد من الجلسات عن المحور الثاني " الشباب والسلامة المرورية الإمكانيات والتحديات " منها محور عن السلوك والتصرف والعوامل المحيطة ومحور عن التكنولوجيا وأسلوب التصرف ، فيما شهد المحور الثالث " الشباب والسلامة المرورية شراكة وطنية ومسؤولية مجتمعية " عدد من الجلسات كذلك والمناقشات التي ركت في مجملها على دور الشباب في السلامة المرورية والوقاية من الحوادث.