عرفني زميلي الاستاذ القدير عبداللطيف عبدالله الميمني بالسفير عبدالله صالح حبابي فقد كان مثقفاً ومتابعاً لما يكتب في الصحافة المحلية بشكل عام حتى مجلتي اقرأ او اليمامة كان متابعا لهما وصاحب قلم رشيق حاضر البديهة وذواق الى الفن والموسيقى. وقد خصني في مرات عديدة بكلمات غاية في اللطف والنجابة فقد ذكر لي بانه عادة ما يتصحف الجرائد (الصحف) المحلية سريعاً ويبدأ بقراءة مقالي الاسبوعي في كل من جريدة عكاظ والبلاد والجزيرة وفي مجلة اقرأ واحيانا في مجلة الدبلوماسي بنهم، وكنت ادقق في الخاتمة – بقصد خاتمة المقال. واضاف : اشعر بفخر واعتزاز ان احد الزملاء الاعزاء الى نفسي يطلق عنان افكاره التي تنساب بحرفية الى مبتغاها في السياسة وفي الاقتصاد والاجتماع في الثقافة والادب وفي مختلف القضايا العربية والاسلامية والعالمية ولازالت احتفظ بمقتطفات من مقالاتك جعلك الله ذخراً لهذا الوطن المعطاء فأنت قارئ جيد وكاتب قلم بثقافات وعلوم ومعارف شتى حافظ عليها فقليل جداً من الكتاب الافذاذ من يسيرون على شاكلتك! شكرته شكراً جزيلا على ما ابداه نحوي وهي شهادة اعتز بها من زميل يكبرني سناً علما ومعرفة ويندر من يبادر في هذا الزمن يعلق بطيب خاطر واريحية نحو زميله. وفي احدى المناسبات الاجتماعية قابلته فاذا به امام الجميع ينهض من مجلسه فيعانقني عناقاً اخوياً حاراً قائلا: لماذا انقطعت عن الكتابة في عكاظ! قلت : اترك لك الاستفسار منهم عن الاسباب. وبادرت بشكره على مشاعره الفياضة نحوي مع اعتزازي بما ذكره في شخصي خاصة وانها تأتي من زميل يكبرني سناً وعلماً وثقافة ويكفيني فخراً ان عمي (احمد عبدالغفور عطار) مؤسسها وترأس رئاسة تحريرها فترة من الزمن. حزنت حزناً عميقاً لرحيل السفير عبدالله صالح داعياً الله عز وجل ان يتغمده بواسع رحمته وان يسكنه فسيح جناته وان يلهم اهله وذويه وزملائه الصبر والسلوان. "إنا لله وإنا إليه راجعون".