الوقوف على التحولات المصاحبة لمسيرة التقدم والتطور والنماء برؤية شمولية للارتقاء بالاداء في المملكة العربية السعودية بنيت على اسس دعائمها مرتكزات علمية ودعامات اسلامية للنهوض بما من شأنه مواكبة الظروف والمتغيرات العالمية الامر الذي جعل كل في مجال عمله يدرك تلك التحديات والتحولات للوصول الى الجوهر في ايجاد الحلول للنهوض بمستويات ما انيط به من مسؤوليات في الارتقاء بمستوى الاداء. واننا في المملكة العربية السعودية ننطلق من موقعنا هذا لنساير العصر والحضارة المعاصرة.. انطلاقا من تقييم صريح لمواجهة اي تحديات وصولا الى اطار يحمل معاني ومفاهيم تربط الاحتياجات الفعلية لعملية الانماء والبناء كوحدة هدف وتصورات وتطلعات متناسقة ومتضافرة وبحوث ودراسات متخصصة اكثر تعمقا.. فكانت قاعدتنا في البحث والتفرغ للخروج بنتائج اكثر تحديدا واعمق مردودا.. وتبقى حقيقة ان المملكة العربية السعودية بمحاولتها من خلال خططها الاستراتيجية الطموحة قد اجتازت مرحلة الانبهار بحضارة الغرب والشرق الى مرحلة التركيز على تطوير ما من شأنه الارتقاء بالاداء مع الحفاظ على تراث الامة الاسلامي السمح وتاريخها المجيد، في الوقت الذي تعددت الجامعات المعرفية والمعاهد الفنية لتقوم بدورها في صقل المواهب واعدادهم اعداداً علمياً وفكرياً ومعرفياً ككوادر سعودية متخصصة ومؤهلة تأهيلاً عالياً ادارياً وفنياً في آفاق الاساليب الحضارية منطلقة من ان بناء الانسان هو محور العملية الحضارية ليضطلع بمسؤولية صيانة منجزات حضارة بلاده وحفظ طابعها وخصائصها. اننا في المملكة العربية السعودية نتكاتف جميعا لبذل الجهد في اطار الاستجابة للتطور الذي تشهده المملكة وتعبيرا عن ما تمثله الامة السعودية من قيم ومعان وغايات نابعة من اعماقها من اجل الارتقاء بمستوى الاعمال تشييدا وبناء واستجابة للاماني بقدر ما هو امتثال لامر الله تعالى وتحقيقا لارادته في خلقه باستخلافه لهم في الارض لعمارتها وهذا يمثل المنطلق وشرط التفاعل للانسان السعودي الملازم لمسيرته الحضارية.